وزير الأوقاف في صالون جامعة النيل: التجديد واحتضان أدوات العصر ضرورة لبناء المستقبل

شارك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، في فعاليات صالون جامعة النيل بعنوان “الشباب وبناء المستقبل”، حيث التقى بمجموعة من طلاب الجامعة واستمع إلى تساؤلاتهم ومداخلاتهم الفكرية.

وفي كلمته، أوضح الوزير أن جوهر تجديد الخطاب الديني لا يكمن في تغيير النصوص، بل في إعادة اكتشاف النماذج والقيم التي تلهم العقول وتحرك الهمم، فتدفع نحو الابتكار، وتقديم حلول واقعية لمشكلات المجتمع، بما يحقق مقاصد الشريعة ويصنع حضارة قادرة على الاستدامة والنماء.

وأكد الأزهري أن الخطاب الديني يجب أن يكون دافعًا للبحث العلمي والتطوير والإبداع، وألا يكون مقصورًا على مجرد الوعظ والإرشاد.

كما شدد على ضرورة التعامل الواعي مع أدوات العصر، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، داعيًا إلى استثماره بشكل يعظم منافع الإنسان دون أن يُثير مخاوف تتعلق بالثوابت الدينية أو القيم الإنسانية والاجتماعية.

وأضاف الوزير أن مواجهة الفكر المتطرف، سواء كان دينيًا أو لادينيًا، يجب أن تكون أولوية قصوى، تشبه في ضرورتها إطفاء نيران تلتهم العقول.

ولفت إلى أهمية الاستفادة من العلوم الحديثة، مشيرًا إلى نموذجين من تاريخ مصر الحديث: أحدهما ارتبك أمام التقدم الغربي، والآخر تجاوب معه بوعي واستيعاب، دون أن يفقد أصالته أو ثقته بثقافته.

كما تناول اللقاء عدة استفسارات من الطلاب، منها ما هو فقهي يومي، ومنها ما يخص دور وزارة الأوقاف في رعاية العلم، إضافة إلى تساؤلات حول دور المرأة في النهضة المجتمعية.

واستدل الأزهري بتاريخ الوقف العلمي في مصر، الذي جعل القاهرة مركزًا علميًا عالميًا، حيث احتضنت في زمن الأيوبيين نحو 6 آلاف مدرسة ممولة بالأوقاف، كما ذكر ابن خلدون.

كما ضرب مثالًا بعين زبيدة، المشروع الذي أنشأته زوجة هارون الرشيد، واستمر في سقاية الحجيج قرابة 1200 عام، دليلًا على ريادة المرأة في الإسهام الحضاري.

وفي ختام اللقاء، قدّم الدكتور وائل عقل، رئيس جامعة النيل، شكره لوزير الأوقاف على حضوره، وأهداه درع الجامعة تكريمًا له وتقديرًا لدوره في دعم الفكر والعلم وخدمة المجتمع.