دراسة أمريكية حديثة تستعرض قدرات الكلاب والقطط على استشعار الزلازل

لطالما أثارت قدرة الكلاب والقطط على التنبؤ بالزلازل جدلاً واسعًا بين العلماء وعامة الناس، إذ تحكي القصص عن حيوانات تظهر سلوكيات غريبة قبل وقوع الهزات الأرضية. لكن دراسة حديثة أجرتها مؤسسة أمريكية متخصصة، أشارت إلى عدم وجود دليل علمي قاطع يثبت قدرة هذه الحيوانات على التنبؤ بالزلازل بدقة، رغم وجود بعض المؤشرات التي قد تفسر سلوكها الغريب.
تتمتع الكلاب بحواس فائقة تمكنها من شم الروائح التي لا ندركها، وسماع أصوات عالية التردد تفوق قدرات الإنسان، وقد يكون هذا هو السبب وراء استجابتها للزلازل الصغيرة أو ما يُعرف بـ”الهزات النذيرة” التي تسبق الزلزال الكبير. ووجدت دراسة أجريت في منطقة سيبيريا أن مجموعة من الكلاب أظهرت نشاطًا قلِقًا مثل النباح والركض قبل دقائق إلى ساعات من وقوع الزلزال.
إلا أن الباحثين يحذرون من ظاهرة “الإدراك المتأخر” التي قد تجعل الناس يربطون سلوك الحيوانات الغريب بالزلزال بعد وقوعه، بينما قد يكون ذلك مجرد صدفة أو حالة عادية للحيوان. لدراسة هذا الموضوع بشكل أكثر موضوعية، أجرى علماء إيطاليون مراقبة مستمرة لسلوك الحيوانات في مزرعة قبل وقوع الزلازل، ولاحظوا نشاطًا غير عادي عند الحيوانات قبل الزلزال مباشرة، مما يدعم فكرة وجود استجابة فعلية من الحيوانات لما يحدث تحت الأرض.
الدراسات تفترض أن الكلاب قد تستشعر الأصوات عالية التردد الناجمة عن حركة الصخور أو تغيرات في المجالات الكهربائية أو حتى إطلاق مواد كيميائية لا نرصدها، وهو ما يجعلها أكثر حساسية من الأجهزة الحديثة في رصد إشارات ما قبل الزلزال.
أحد الأبحاث التي جمعت بيانات نشاط وقلق 200 كلب قبل زلزال قوي في شمال غرب المحيط الهادئ، أظهرت أن نصف هذه الكلاب ارتفع نشاطها بشكل ملحوظ، خاصة تلك ذات الأذنين الوخزية والرؤوس الصغيرة التي تسمح لها بسماع ترددات أعلى. كما أن الكلاب التي تعاني من ضعف السمع لم تبدي رد فعل مشابه، مما يدعم فرضية أن السمع هو الحاسة الأساسية التي تعتمد عليها الكلاب في هذا التنبؤ.
في النهاية، على الرغم من عدم وجود دليل قاطع، إلا أن السلوك الغريب للحيوانات قد يكون نافذة لفهم طبيعة الزلازل وأسبابه، ويأمل الباحثون في المستقبل تطوير أنظمة إنذار مبكر تعتمد على مراقبة سلوك الحيوانات، مستفيدين من قدراتها الحسية الفريدة، لتكون إضافة قيمة لأدوات التحذير من الكوارث الطبيعية.
تعليقات 0