تستعد محافظة شمال سيناء لإطلاق حملة موسعة لمكافحة القوارض والآفات الزراعية، تبدأ فعالياتها يوم الأحد 18 مايو الجاري، وتستمر حتى نهاية شهر يونيو، وذلك في إطار الجهود المشتركة بين مديرية الزراعة ومديرية الشؤون الصحية بالمحافظة، بهدف الحفاظ على الصحة العامة والبيئة وسلامة المحاصيل الزراعية.
وتأتي الحملة عقب انتهاء موسم حصاد المحاصيل الشتوية، الذي يُعد من أكثر الفترات الحيوية التي تشهد نشاطًا ملحوظًا للقوارض والآفات، نتيجة وفرة المخلفات الزراعية التي توفر بيئة مناسبة لتكاثرها وانتشارها، ما يهدد الإنتاج الزراعي والصحة العامة على حد سواء.
تنسيق بين الزراعة والصحة
تُنفذ الحملة تحت رعاية الدكتور أحمد سمير بدر، مدير مديرية الشؤون الصحية بشمال سيناء، وبتكليف مباشر من الدكتور أسامة سالم، وكيل المديرية ومدير عام الطب الوقائي، بالتعاون الوثيق مع مديرية الزراعة، وبدعم فني ولوجستي كامل من الإدارات المعنية بمكافحة نواقل الأمراض.
وفي هذا السياق، أوضح المهندس محمد عبد الهادي، رئيس قسم مكافحة ناقلات الأمراض، أن الحملة ستعتمد على مجموعة من أحدث الوسائل والآليات الفعالة في مكافحة القوارض، إلى جانب تطبيق منظومة شاملة للتوعية والإرشاد، تركز على الاستخدام الآمن والرشيد للمبيدات لضمان فاعلية المكافحة وتقليل الأثر البيئي.
وأضاف عبد الهادي أن مديرية الصحة ستقوم بتوفير كافة المستلزمات الضرورية من المبيدات ومضادات التسمم، لضمان بيئة آمنة للمزارعين والسكان المحليين خلال فترة تنفيذ الحملة.
إجراءات وقائية وتوعية مجتمعية
من جهتها، شددت الدكتورة سلوى نجاح، مدير إدارة الأمراض المدارية وناقلات الأمراض، على أهمية الإعداد المسبق للحملة عبر برامج توعية مجتمعية مكثفة، تشمل تعريف المواطنين بأساليب الوقاية، وطرق التخلص من بؤر انتشار القوارض، وآليات التعامل السليم مع المواد الكيميائية المستخدمة.
وأكدت سلوى أن نجاح الحملة مرهون بتضافر الجهود وتكامل الأدوار بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي، مشيرة إلى أن إشراك الأهالي والمزارعين في جهود المكافحة يمثل ركيزة أساسية لضمان نتائج مستدامة.
خطة متكاملة لحماية البيئة والصحة العامة
تعكس الحملة نهجًا استباقيًا تتبناه محافظة شمال سيناء في مواجهة المخاطر البيئية والصحية المرتبطة بانتشار القوارض، لاسيما في أعقاب المواسم الزراعية، وذلك من خلال الجمع بين المكافحة الكيميائية، والتدخلات الوقائية، والتوعية المجتمعية.
ويُتوقع أن تساهم هذه الجهود في خفض معدلات الأمراض المنقولة عن طريق القوارض، وحماية المحاصيل من التلف، وتحقيق بيئة صحية أكثر أمانًا للمواطنين، في ظل استراتيجية متكاملة تتبناها الدولة للارتقاء بمستوى الصحة والوقاية في الريف المصري.
تعليقات 0