السياحة تطلق برنامجًا شاملًا للاحتفاء بالتراث وتعزيز دور المتاحف
في يوم المتاحف العالمي

أطلقت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، برنامجًا موسعًا من الفعاليات والأنشطة الثقافية والتعليمية والفنية في مختلف متاحف الآثار على مستوى الجمهورية، احتفالًا بيوم المتاحف العالمي، وتحت شعار هذا العام: “مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير”.
وأكد وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، أن هذه الفعاليات تعكس إيمان الدولة بدور المتاحف كمؤسسات تعليمية وثقافية، تسهم في توعية المواطنين بتاريخهم وتراثهم الغني، وتعزز من الانتماء والهوية.
وأشار إلى أهمية تقديم التراث بأساليب عصرية تتناسب مع متغيرات العصر، مؤكدًا أن المتاحف تمثل جسورًا للحوار الحضاري والتنمية المستدامة.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الفعاليات هذا العام تركز على دمج المجتمعات المحلية بمختلف فئاتها، خصوصًا الشباب وذوي الهمم، في الأنشطة المتحفية، تعزيزًا لوعيهم الثقافي، ودعمًا لمبدأ “المتاحف للجميع”.
كما أشار إلى أن المعارض المؤقتة تم تصميمها لتبرز مفاهيم الاستدامة والشمول، عبر موضوعات تمس القيم الثقافية المشتركة مثل الكتابات، والحرف التراثية، والتعليم المتحفي.
شهدت المتاحف المصرية افتتاح عدد من المعارض المؤقتة، أبرزها معرض “من العلامات الكتابية إلى الحروف الخطية” الذي أقيم بالتوازي في أربعة متاحف رئيسية، مستعرضًا تطور أدوات الكتابة والخطوط من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر الحديث.
ضمت المعروضات قطعًا نادرة مثل تمثال الكاتب “ني ماعت سد”، ولوح لتعليم اللغة القبطية، ولوحات بالخط العربي الكلاسيكي.
كما أطلقت الوزارة معارض متخصصة أخرى، منها:
“نوادر الساعات” في متحف قصر الأمير محمد علي، يضم ساعات فريدة من مجموعة الأمير.
“روائع الكريتلية” بمتحف جاير أندرسون، يعرض حرفًا تراثية لا تزال حية.
السياحة تطلق برنامجًا شاملًا
“ساعات ملكية” بمتحف المركبات الملكية، يتضمن قطعًا مزينة بصور وزخارف نادرة.
“أيادٍ قوية” في متحف ركن فاروق، يبرز دور الفلاح في الحياة الثقافية.
“البيت والمجتمع” بمتحف السويس، يعكس التغيرات في نمط الحياة المصرية.
“وسائل الإنارة” بمتحف كفر الشيخ، يستعرض أدوات إضاءة من العصور اليونانية والرومانية والإسلامية.
تنوعت الفعاليات لتشمل ندوات ومحاضرات ألقاها نخبة من الخبراء تناولت موضوعات مثل التراث غير المادي، الذكاء الاصطناعي، وصيانة الآثار. وشهد المتحف المصري فعالية رائدة بالتعاون مع مركز الآثار الإيطالي حول استخدام الذكاء الاصطناعي في حماية المومياوات، شارك فيها علماء من مصر وإيطاليا.
شملت الفعاليات ورشًا فنية للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف المتاحف، تضمنت أنشطة الرسم، وصناعة المجسمات، والحكي بالعرائس، إلى جانب عروض موسيقية وفنية أضفت طابعًا احتفاليًا على أجواء اليوم.
كما استضافت متاحف مثل متحف إيمحتب، والمتحف اليوناني الروماني، ومتحف كفر الشيخ ملتقيات علمية ناقشت دور المتاحف في التنمية الثقافية، والفرص التي توفرها التكنولوجيا الحديثة لإثراء تجربة الزائر.
يأتي هذا البرنامج الشامل تجسيدًا لرؤية وزارة السياحة والآثار في تعزيز الدور المجتمعي والتعليمي للمتاحف، وتحويلها من مجرد أماكن للعرض إلى مؤسسات فاعلة في خدمة الثقافة والتنمية والوعي.
تعليقات 0