عواصف مدمرة تضرب الولايات المتحدة.. قتلى ودمار في كنتاكي وميزوري

تتعرض الولايات المتحدة لموجة عنيفة من العواصف والأعاصير التي أودت بحياة أكثر من عشرين شخصًا حتى الآن، وخصوصًا في ولايتي كنتاكي وميزوري، وسط تحذيرات رسمية من الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من استمرار تدهور الأحوال الجوية خلال الأيام القادمة، مما ينذر بكوارث إضافية.

في كنتاكي، ضرب إعصار قوي مقاطعة لوريل يوم الجمعة، وأسفر عن مقتل 19 شخصًا وإصابة 10 آخرين بجروح خطيرة، بينما لا يزال 3 في حالة حرجة. الإعصار تسبب في دمار واسع النطاق، حيث دُمرت مئات المنازل واقتلعت الأشجار، وقلبت السيارات رأسًا على عقب، مما دفع السكان إلى محاولات يائسة لإنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم. وصف زاك ويلسون، أحد المتضررين، مشهد الدمار قائلاً: “وصلنا وسط ظلام دامس، والبرق كان يضيء كل شيء، وكأن كل شيء اختفى فجأة”.

وفي ولاية ميزوري، لم تكن العاصفة أقل فتكًا، حيث لقي 5 أشخاص حتفهم وأصيب أكثر من 30 آخرين، بينما تضرر أكثر من 5000 منزل بسبب رياح بلغت سرعتها 241 كيلومترًا في الساعة، ضربت ضاحية كلايتون وامتدت لمسافة 13 كيلومترًا، قبل أن تضرب منطقة فورست بارك التي تضم حديقة حيوان سانت لويس ومواقع تاريخية هامة.

الهيئة الوطنية للأرصاد تحذر من استمرار هذه الظروف القاسية، حيث من المتوقع أن تستمر العواصف الممتدة من شمال شرق كولورادو إلى وسط تكساس، مع إمكانية حدوث أعاصير ورياح مدمرة في ولايات أوكلاهوما وكانساس، إلى جانب ارتفاع كبير في درجات الحرارة في الجنوب مع خطر اندلاع حرائق الغابات في مناطق مثل نيو مكسيكو وغرب تكساس.

التحديات تتضاعف في بعض المناطق مع توقع تساقط ثلوج كثيفة تصل إلى قدم كاملة في ولايتي أيداهو ومونتانا، مما يعقد جهود الإغاثة ويصعب حركة التنقل.

الولايات المتحدة تعد من أكثر دول العالم تعرضًا للأعاصير، حيث تشهد في المتوسط حوالي 1200 إعصار سنويًا. وهذه الظواهر لم تعد تقتصر على مناطق الأعاصير التقليدية في أوكلاهوما وتكساس، بل انتشرت لتطال مناطق مكتظة بالسكان في الجنوب الشرقي.

يذكر أن كنتاكي شهدت في مارس 1890 أعنف إعصار بتاريخها، أسفر عن 76 قتيلًا، فيما كان الإعصار الأكثر دموية في العصر الحديث في ديسمبر 2021، حيث استمر لأكثر من خمس ساعات وأسفر عن 57 قتيلًا وأكثر من 500 إصابة.