21 مايو 2025 00:31
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مدبولي يكلف بخطة لاستكشاف وعرض آثار خليج أبي قير .. ويعتمد رؤية للغوص السياحي

وجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بإعداد جرد شامل للآثار الغارقة في مياه خليج أبي قير تمهيدًا لاستخراجها ووضعها في المتاحف المتخصصة لعرضها أمام الزوار، كما كلف بوضع رؤية خلال شهر لتحديد المواقع السياحية الصالحة للغوص السياحي للاطلاع على هذه الكنوز تحت الماء.

من جانبه، أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن آثار خليج أبي قير تعود أساسًا لمدينتي “هيراكليون” و”كانوب” اللتين ازدهرتا على فرع النيل الكانوبي في العصور القديمة، وكان لهما دور رئيسي كموانئ تجارية وبحرية قبل تأسيس الإسكندرية.

وأشار “ريحان” إلى أولى الكشوفات الأثرية في المنطقة والتي انطلقت خلال الثلاثينيات على يد طيار بريطاني لفت انتباهه نقاء المياه وكثرة القطع المغمورة، فأبلغ الأمير عمر طوسون الذي قام بمسح أثري أسفر عن بقايا معبد هيراكليون وقطع فخارية وتماثيل نحتها قدماء المصريين والرومان.

مدبولي يكلف بخطة لاستكشاف وعرض آثار خليج أبي قير .. ويعتمد رؤية للغوص السياحي - 1 - سيناء الإخبارية

ثم توالت الاكتشافات عام 1965 على يد الغواص المصري كامل أبو السعادات، الذي عثر على ثلاث سفن فرنسية غرقتها معركة أبي قير البحرية بقيادة نيلسون ضد أسطول نابليون. وفي 2019، قادت بعثة أثرية مصرية–أوروبية حفرًا في موقعَي كانوب وهيراكليون، وأسفرت عن حطام حوالي 75 سفينة من العصور المختلفة وأطلال معبد رئيسي يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

ويشير “ريحان” إلى أن مصر انضمت لاتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه التي اعتمدتها اليونسكو في نوفمبر 2001، والتي تلزم الدول الأعضاء بحماية مواقع المدافن والأعمال الفنية والحطام البحري المسجل تحت الماء لأكثر من مائة عام.

تابع “ريحان” أن الدولة أسست قطاع الآثار الغارقة بوزارة السياحة والآثار عام 1996 بقيادة الدكتور إبراهيم درويش، الذي تلقّى تدريبه في بريطانيا واليونان، وعمد إلى تدريب عدد من الغواصين الشباب. وأسفرت جهود الإدارة عن انتشال تمثال بطليموس الثاني أمام مكتبة الإسكندرية، وتمثال كاهن من الميناء الشرقي، وتمثال لإيزيس من أبي قير، إلى جانب كنوز من الحلي والعملات الذهبية يُعرض بعضها حالياً بالمسرح الروماني ومتحف مكتبة الإسكندرية القومي.

ويُشدّد “ريحان” على أهمية استثمار توجيهات رئيس الوزراء بإنشاء متحف للتراث الثقافي المغمور بالمياه في الميناء الشرقي بالإسكندرية، باعتباره أقدم ميناء في العالم وأنسب موقع لعرض هذه القطع، بعد توقف مشروع المتحف تحت الماء الذي أُقرّ عام 1997 وتصدّق عليه مؤتمر اليونسكو لإدارة المواقع الأثرية.

مدبولي يكلف بخطة لاستكشاف وعرض آثار خليج أبي قير .. ويعتمد رؤية للغوص السياحي - 3 - سيناء الإخبارية

كما دعا إلى تذليل العقبات أمام إنشاء المتحف وإحكام تطبيق اتفاقية اليونسكو 2001 لحماية الثراث الثقافي المغمور بالمياه، وتقييم آليات الحفظ والإدارة في مصر، ووضع استراتيجية لتسجيل المواقع الغارقة كتراث ثقافي عالمي. وأوصى بدمج البحث العلمي في الجامعات، وإعداد كوكبة من الغواصين المرشدين لتعريف السياح والمهتمين بهذا التراث، وتطوير تشريعات وطنية تواكب المعاهدة الدولية، مع توظيف التقنيات الحديثة والتطبيقات التفاعلية لنشر الوعي بين الشباب عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وينوه “ريحان” إلى أن الغوص السياحي في مواقع مثل هيراكليون وكانوب وشواطئ شرم الشيخ ودهب يمثل رافدًا جديدًا لاقتصاديات المدن الساحلية، وأن تأهيل كوادر مرشدين سياحيين غواصين وتنظيم رحلات متخصصة يسهم في جذب عشاق الغوص من جميع أنحاء العالم، مع توفير فرص عمل متميزة في قطاع الآثار الغارقة.

وعلى صعيد الحماية الوطنية، تأسس “قطاع الآثار الغارقة” بوزارة السياحة والآثار عام 1996 بقيادة الدكتور إبراهيم درويش، حيث نجحت الإدارة في انتشال قطع فريدة مثل تمثال بطليموس الثاني أمام مكتبة الإسكندرية، وتماثيل الكاهن وإيزيس من ميناء أبي قير، إلى جانب مجموعات من الحلي والعملات الذهبية المعروضة حاليًا في المتاحف بالإسكندرية.