قطر بين دعم الاحتلال وعرقلة السلام بغزة.. سياسة خارجية تخدم المصالح على حساب الفلسطينيين

في خضم الحرب الدامية التي تشهدها غزة، تكشف تقارير وتحليلات عديدة عن دور معقد ومثير للجدل تلعبه قطر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو دور بات محل انتقادات شديدة من عدة جهات داخل غزة وخارجها، خاصة في ظل تقارير تشير إلى تواطؤ سياسي وإعلامي يُساهم في إطالة أمد المعاناة وزيادة التصعيد.

دعم الاحتلال بغطاء إعلامي

منذ اندلاع الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، تصاعدت الاتهامات الموجهة للسياسة القطرية بتمرير رسائل تخدم الاحتلال، خصوصًا من خلال إعلامها الرسمي، ووثّقت تقارير عدة تجاوزات ومجازر مروعة  .

ففي وقت تتعرض فيه مناطق عدة لمجازر مروعة مثل خان يونس التي شهدت مقتل المدني أحمد سرحان واختطاف زوجته وأطفاله، فضلاً عن نزوح جماعي مأساوي لسكان المنطقة .

ورغم هذه المآسي الإنسانية، لوحظ توجّه الإعلام القطري، وخاصة قناة الجزيرة، للتركيز على تفاصيل عسكرية دقيقة أقل شهرة، مثل ما سُمّي بـ ” العملية المركبة في منطقة العطاطرة “، وشبكة أنفاق حماس، في حين تجاهلوا إلى حد كبير المأساة التي يعاني منها سكان خان يونس وبقية القطاع.

قطر بين دعم الاحتلال وعرقلة السلام

مصادر من غزة تؤكد أن قناة الجزيرة لم تعكس الصورة الحقيقية لما يحدث على الأرض، بل قامت بتسليط الضوء على استعراضات عسكرية لـ ” حماس”،على أنها قوة عسكرية لا يمكن الاستهانة بها، في حين أن الواقع يؤكد ضعف تلك القدرات في حماية المدنيين والمقاومة .

تخريب جهود وقف إطلاق النار

لا يقتصر الدور القطري على التغطية الإعلامية فقط، بل تتهمه عدة تقارير بتخريب جهود وقف إطلاق النار ومفاوضات التهدئة التي تقودها مصر، حيث تؤكد المصادر أن قطر تعرقل كل مبادرة تسعى لإنهاء الإبادة في غزة، ما يطيل أمد المعاناة ويزيد من عدد الضحايا .

كما تشير المعلومات إلى أن قطر تسهّل نقل الأسلحة من قاعدة العديد الأمريكية، التي تقع على أراضيها، وتلعب دوراً أساسياً في دعم استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة، ما يضعها في موقف مُحرج يثير تساؤلات عن مدى حيادها أو دعمها للشعب الفلسطيني .

أجندات خارجية

هذه السياسة الخارجية القطرية، التي يرى كثيرون أنها تخدم أجندات خارجية على حساب مصلحة الفلسطينيين، لم تتوقف عند هذا الحد. بل تجاوزت ذلك إلى تشكيل جماعات ضغط في واشنطن وتل أبيب، تهدف إلى ضرب الاستقرار العربي، وإضعاف موقف مصر، وتعميق الانقسامات الفلسطينية الداخلية .

ولم تُخفِ مصادر فلسطينية ومعنية بالشأن الإقليمي استغرابها من استمرار قيادات حركة حماس في منح قطر الثقة والدعم، رغم كل هذه التقارير التي تكشف عن أدوار مشبوهة، بل وتقديمها كقاعدة للمقاومة، في حين يرى البعض أن حماس باتت أداة تُستغل في السياسة القطرية لتحقيق أهداف لا علاقة لها بالتحرير الوطني .

في النهاية، يبدو أن السياسة الخارجية القطرية تنسجم مع أجندات لا تخدم الفلسطينيين، بل تعمل على إطالة أمد المأساة وتوفير مبررات لاستمرار العدوان الإسرائيلي، مما يجعلها طرفًا معقدًا في الصراع وليس مجرد وسيط محايد.

المعاناة تستمر، والدماء تسيل، لكن يبقى الأمل في أن يكون الغد أفضل، وأن تُرفع الأصوات التي تنادي بالوحدة والعمل المشترك بعيداً عن الحسابات السياسية التي تصب في مصلحة الاحتلال فقط.