تنظيم دقيق واستقبال إنساني لبعثة الحج المصرية في مكة المكرمة

بدأت وفود الحجاج المصريين في التوافد إلى مكة المكرمة، في مشهد سنوي يتكرر لكنه لا يفقد بريقه الروحاني الخاص، حيث شهدت الأيام الماضية انتقال الحجاج من مطارات مصر ومن المدينة المنورة إلى مكة وسط أجواء تنظيمية متميزة وتسهيلات واضحة في التنقل والاستقبال.

وقد جرى تسكين الحجاج في مواقع قريبة من الحرم المكي، وذلك حرصًا على راحتهم وتخفيفًا من عناء الحركة والتنقل، ضمن خطة مدروسة وضعتها بعثة الحج المصرية لتوفير أفضل الظروف الممكنة لضيوف الرحمن.

الخطة التنظيمية بدأت منذ لحظة استقبال الحجاج في مطار المدينة، حيث انتشر مندوبو البعثة في مختلف المواقع لتيسير الإجراءات وتسهيل التنقل. وتميزت الأجواء بمزيج من الرسمية والإنسانية، حيث تم استقبال الحجاج بالترحيب والورود والهدايا، ونُقلوا إلى مقار إقامتهم عبر أتوبيسات مكيفة وفّرتها البعثة لمراعاة درجات الحرارة المرتفعة.

كما جرى تسكين الحجاج إلكترونيًا في خطوات سهلة وسريعة، بفضل التنسيق المحكم بين الفرق الإدارية والطبية، مما ساعد في تقليل وقت الانتظار وتخفيف الضغط على الحجاج.

واهتمت البعثة بتوفير فرق متخصصة لمساعدة الحالات الإنسانية، خصوصًا كبار السن والمرضى، كما استعانت بعناصر من الشرطة النسائية لمرافقة السيدات ومساعدتهن خلال التنقل، بما يضمن راحتهن وكرامتهن.

وحرصت بعثة الحج على تنظيم زيارات ميدانية للروضة الشريفة والمزارات الإسلامية في المدينة المنورة، برفقة علماء من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف الذين قدموا للحجاج الإرشادات الدينية وشرح مناسك الحج بلغة مبسطة وواضحة.

ولم تغفل البعثة الجانب الصحي، حيث تم إنشاء عيادات طبية داخل أماكن إقامة الحجاج، مع إتاحة خدمات الكشف المجاني وصرف الأدوية، وتوجيهات مستمرة للحجاج بضرورة شرب المياه بكثرة وتجنب أشعة الشمس المباشرة، في ظل تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة، وتتابع غرفة العمليات الرئيسية في المدينة المنورة الأوضاع بشكل دائم وعلى مدار الساعة، لضمان موسم حج آمن ومريح لجميع الحجاج المصريين.

في ظل هذا التنظيم المحكم والرعاية المتكاملة، بدت تجربة الحاج المصري هذا العام أكثر سلاسة من أي وقت مضى، وسط اختفاء مظاهر التكدس والازدحام، وظهور ملامح الراحة والاطمئنان على وجوه الحجاج، في رحلة روحانية لا تخلو من الجهد، لكنها أيضًا لا تفتقد للراحة والاهتمام.