7 يونيو 2025 00:25
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

يوم التروية 2025.. بداية الرحلة الإيمانية إلى عرفات ومشعر منى

وقلوب المسلمين تهتف بالدعاء من منى إلى أقصى الأرض

بدأ حجاج بيت الله الحرام اليوم، أولى خطواتهم الفعلية نحو أعظم رحلة روحية في الإسلام، بتوجههم إلى مشعر منى في ما يُعرف بـ”يوم التروية”، استعدادًا للوقوف على صعيد عرفات الطاهر يوم غد.

في هذا اليوم المبارك، تتوحد أفئدة المسلمين في مختلف أنحاء العالم، قلوبهم معلقة بمكة، وألسنتهم تلهج بالتكبير والدعاء، مستشعرين عظمة الأيام العشر التي أقسم بها الله تعالى في قوله: “والفجر، وليالٍ عشر”.

سُمي “يوم التروية” بهذا الاسم لقيام الحجاج قديمًا بجلب الماء من مكة إلى منى، استعدادًا ليوم عرفات، حيث كانت المياه نادرة. لكنه اليوم يحمل رمزية أعمق: ارتواء القلوب من معين الطاعة، واستعداد الأرواح للارتقاء في المناسك.

يوم التروية 2025.. بداية الرحلة الإيمانية إلى عرفات ومشعر منى - 1 - سيناء الإخبارية

يُحرم الحاج في هذا اليوم إن لم يكن قد أحرم من قبل، ويبيت في منى اقتداءً بسنة النبي ﷺ، مؤديًا فيها خمس صلوات، متأهبًا لأعظم يوم في الحج.

في يوم التروية، ترتفع أصوات الحجاج بالتلبية:”لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.

كما يلهج المسلمون حول العالم بالتكبير والدعاء، إحياءً لسنة عظيمة وروحانية لا توصف.

ورغم عدم ثبوت دعاء معين عن النبي ﷺ لهذا اليوم، فإن الأدعية المتناقلة تعكس شوق المؤمنين وإخلاصهم في التوجه إلى الله، ومنها: “اللهم في يوم التروية، أسألك العفو والعافية، واغفر ذنوبنا كلها، دقها وجلها، أولها وآخرها، سرها وعلانيتها ” .

“اللهم اجعل لنا دعوة لا تُرد، ورزقًا لا يُعد، وبابًا إلى الجنة لا يُسد ” .

يوم التروية 2025

يوم التروية 2025.. بداية الرحلة الإيمانية إلى عرفات ومشعر منى - 3 - سيناء الإخبارية

دار الإفتاء المصرية دعت المسلمين إلى استثمار هذا اليوم في العبادة، استعدادًا ليوم عرفة الذي يُعد أعظم أيام العام، مؤكدة أهمية وضع نية صادقة وخطة طاعة مسبقة.

كما أوضحت أن صيام يوم التروية مستحب لغير الحاج، بينما يُفضل للحجاج الفطر ليتقووا على أداء المناسك. وأشارت إلى فضل صيام يوم عرفة لغير الحجاج، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده “.  – (رواه مسلم)

التكبير والذكر.. زاد الروح في الأيام العشر

أكدت دار الإفتاء أن الإكثار من الذكر والتكبير من السنن الثابتة، وأن من أفضل ما يُقال: “الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد “.

مشيرة إلى أن الذكر في هذه الأيام المباركة يحيي القلوب، ويُنعش الإيمان، ويقود النفس إلى مزيد من السكينة والرجاء.

أعمال البر والتوبة.. جسور نحو عرفات

كما شجعت على الصدقات، وصلة الأرحام، والدعاء المستمر، موضحة أن يوم عرفة ليس فقط يومًا للوقوف بعرفات، بل هو محطة للعودة إلى الله وتجديد العهد معه.

وأشارت إلى أن التوبة النصوح والإقلاع عن الذنوب وتهيئة النفس بالتفكر والتأمل، هي من أنبل وجوه الاستعداد لهذا اليوم العظيم.

وفي حين تستعد مكة لاستقبال وقفة عرفات غدًا، تتأهب قلوب المؤمنين من كل مكان، وكلهم أمل في نيل الرحمة والمغفرة، في مشهد روحي عابر للحدود، لا يتكرر إلا مرة في العام، ولكنه يترك أثرًا خالدًا في الأرواح المؤمنة.