“الأسد الصاعد”.. كيف اتخذت إسرائيل قرار ضرب إيران في اللحظة الأخيرة؟

في تطور غير مسبوق يعكس حدة التصعيد بين إسرائيل وإيران، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن قرار شن الهجوم العسكري على إيران اتُخذ في “اللحظات الأخيرة”، بعد استنفاد جميع الوسائل الدبلوماسية.
هذا الهجوم، الذي حمل الاسم الرمزي “الأسد الصاعد”، جاء تتويجًا لاجتماعات سرّية عقدها المجلس الوزاري المصغر “الكابينت”، وسط أجواء من التوتر والقلق من فشل العملية في حال اكتشافها من الجانب الإيراني.
وخلال مكالمات أجراها ساعر مع عدد من وزراء خارجية الدول، بينها ألمانيا، أوضح أن “العالم كله أدرك أن إيران لم تكن مستعدة للتراجع عن مشروعها، وكان لا بد من اتخاذ خطوة تمنعها”، مؤكدًا في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أن “أيامًا صعبة قادمة، لكن لم يكن هناك بديل”.
التقرير الذي بثته قناة “i24 News” الإسرائيلية كشف أن الاجتماع الحاسم للكابينت عُقد مساء الخميس في ظل سرية مطلقة، حيث سُحبت الهواتف المحمولة من الوزراء عند دخولهم، ولم تُعاد إليهم إلا فجرًا.
وكان الهدف المعلن للاجتماع مناقشة مفاوضات مع حركة حماس، لكن الحقيقية كانت مغايرة تمامًا، حيث ركزت الجلسة على قرار توجيه ضربة وقائية ضد البرنامج النووي الإيراني.
وخلال الاجتماع، طُلب من الوزراء إعلان موقفهم من العملية بشكل صريح، لينتهي اللقاء بتصويت بالإجماع على تنفيذ الهجوم.
واستمر النقاش لساعات، تخلله انقسام إلى جلستين: الأولى للتصويت، والثانية لوضع الخطط التالية. وعقب الاجتماع، وقّع الوزراء على وثيقة تُلزمهم بالسرية التامة.
أحد أكثر جوانب الاجتماع توتراً كان التخوف من أن ترصد طهران تحركات إسرائيل العسكرية قبل تنفيذ الضربة، وهو ما اعتُبر احتمالاً قد يهدد نجاح العملية بأكملها.
ورغم هذه المخاطر، أُعطيت الأوامر للمضي قدمًا، في تصعيد وصفه مراقبون بأنه قد يفتح فصلًا جديدًا من المواجهة في الشرق الأوسط.
بهذا الإعلان، تكشف إسرائيل للمرة الأولى عن كواليس قرار عسكري خطير، وتُبرز مدى التوتر القائم في المنطقة، لا سيما مع ترقّب الجميع لرد إيران المحتمل على هذه الضربة المباغتة.
تعليقات 0