أزمة إنسانية خانقة في الصومال.. أكثر من 47 ألف طفل على حافة الموت جوعًا

حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة عشرات الآلاف من الأطفال في الصومال، حيث أشارت التقارير الأخيرة إلى أن 47 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد وخطر الموت الوشيك إن لم يتم التدخل العاجل.
وقالت اللجنة في بيان رسمي، إن الوضع الصحي والتغذوي للأطفال في الصومال بلغ مستويات حرجة، في وقت تتراجع فيه قدرات المستشفيات والمراكز الطبية على الاستجابة بسبب نقص التمويل والإمدادات.
أوضحت التقارير أن هؤلاء الأطفال لا يملكون ما يسد رمقهم اليومي، ويعانون من نقص حاد في البروتينات والعناصر الغذائية الأساسية، في وقت يواجه فيه ملايين الصوماليين آثارًا مدمرة نتيجة الجفاف المتكرر، وانهيار الاقتصاد، وتفاقم النزاعات المسلحة التي دفعت مئات الآلاف إلى النزوح داخل البلاد.
وبحسب بيان اللجنة، فإن ما يزيد عن 1.8 مليون طفل صومالي تحت سن الخامسة يعانون من أشكال مختلفة من سوء التغذية، من بينهم عشرات الآلاف ممن يصنف وضعهم تحت خانة “سوء التغذية الحاد الوخيم”، وهو المستوى الذي يهدد الحياة ويتطلب تدخلاً علاجياً سريعًا.
ورغم الجهود التي تبذلها الهيئات الصحية، إلا أن نقص التمويل أدى إلى إغلاق عدد من المراكز الطبية والمجتمعية، ما أجبر الأهالي على قطع مسافات شاسعة للوصول إلى أقرب مركز علاج تغذوي، وسط بيئة قاسية وأوضاع أمنية غير مستقرة.
كما قال أحد مسؤولي الصليب الأحمر: “نشهد أطفالًا يصلون إلينا وقد فقدوا القدرة على الحركة أو التفاعل مع محيطهم.. بعضهم في حالة خطيرة للغاية، والحلول باتت محدودة أمام اتساع رقعة الأزمة”.
طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المجتمع الدولي والجهات المانحة بزيادة حجم الدعم الإنساني المخصص للصومال بشكل عاجل، محذرة من أن كل يوم تأخير في التدخل، يعني فقدان مزيد من الأرواح الصغيرة التي لم تعد تملك رفاهية الانتظار.
كما دعت إلى توفير تمويل فوري لتوسيع برامج التغذية، وتعزيز قدرات المستشفيات الميدانية، وتقديم مساعدات نقدية وغذائية للمجتمعات المحلية لمواجهة التداعيات المتسارعة.
تعليقات 0