16 يونيو 2025 23:51
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

إيران وإسرائيل.. صراع بلا خطوط حمراء

في اليوم الثالث للمواجهة المشتعلة بين إسرائيل وإيران، تبادلت القوتان الإقليميتان سلسلة من الضربات الجوية والصاروخية العنيفة، وسط تصاعد غير مسبوق في حدة الهجمات، ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الدعوة لتسوية عاجلة، متعهداً بتحقيق “السلام قريباً”، في وقت أبدى فيه انفتاحاً على وساطة روسية لتهدئة الأوضاع.

وشنت إسرائيل هجمات جديدة على مواقع استراتيجية داخل طهران، استهدفت مطار مهر آباد العسكري، وعدداً من المقرات التابعة لـ”الحرس الثوري”، من بينها مبنى تابع للبرلمان ومطار عسكري قرب شارع بيروزي.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل رئيس جهاز استخباراته محمد كاظمي ونائبيه حسن محقق ومحسن باقري في هذه الهجمات.

الضربات الإسرائيلية طالت أيضاً مواقع حساسة في قلب العاصمة، حيث دوت انفجارات ضخمة في مناطق مثل ميادين وليعصر وفاطمي ومحيط وزارة الداخلية، فيما سقطت مقذوفات قرب شارعي طالقاني وكشاورز ومنطقة باسداران، إلى جانب قصف مقر شرطة العاصمة في منطقة ونك، ومحطة تحلية مياه رئيسية في منطقة تجريش، واندلاع حريق ضخم في مصفاة قرب طهران.

وفي تطور خطير، قُتل عنصران من الدفاع الجوي الإيراني في هجوم على مفاعل خنداب النووي قرب أراك، فيما تصدى الدفاع الجوي في قم لطائرات مسيّرة استهدفت أنظمة الرادار. إسرائيل أعلنت بدورها تدمير طائرة تزود بالوقود داخل مطار مشهد، وأفادت مصادر برلمانية إيرانية بمقتل 31 شخصاً – أغلبهم عسكريون – في مدينة تبريز.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يستبعد، خلال مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، أن تقود هذه الهجمات إلى “تغيير النظام في إيران”، ما اعتُبر مؤشراً على نوايا تصعيد إضافية من جانب تل أبيب.

في المقابل، ردت إيران بإطلاق صواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية، وأعلنت السلطات الإسرائيلية اعتراض معظمها، إلا أن الهجوم أدى إلى إصابة 15 شخصاً في مدينة حيفا، بحسب هيئة الإسعاف، التي أكدت أيضاً اندلاع حرائق في منطقة الكرمل، كما سُجلت إصابة مباشرة لمبنى في شرق تل أبيب، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.

في السياق، كشف مسؤولان أميركيان لوكالة “رويترز” أن الرئيس ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وأكد في تصريحات لاحقة أن واشنطن لا تشارك حالياً في العمليات العسكرية، لكنه لم يستبعد أي دور مستقبلي، مشيراً إلى أن إيران باتت مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية، دون تحديد إطار زمني.

من جانبه، صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن بلاده لا تسعى لتوسيع رقعة الصراع لتشمل أطرافاً أخرى، ما لم تُجبر على ذلك، مشدداً على أن الرد الإيراني يأتي في إطار “الدفاع عن النفس”، ومؤكداً أن طهران ستوقف ردها حال توقفت الهجمات الإسرائيلية.