“الجارديان”: الغارات الإسرائيلية لم تُنهِ طموحات إيران النووية..بل زادتها عنادًا وتسريعًا

تحت عنوان مثير للتساؤل والقلق: “الغارات الإسرائيلية لم تُقضِ على البرنامج النووي الإيراني – أو طموحاته النووية”، تناولت صحيفة الجارديان البريطانية التصعيد الحاصل بين إسرائيل وإيران، مؤكدة أن الضربات الإسرائيلية، رغم قوتها، لم تحقق الهدف الاستراتيجي المرجو بوقف طموحات طهران النووية، بل ربما أطلقت شرارة مرحلة جديدة أكثر خطورة.
وفق التحليل، فإن إسرائيل نجحت خلال أيام قليلة من الحرب في اغتيال أكثر من 12 عالمًا نوويًا، واستهدفت قيادات عسكرية عليا، وضربت منشآت نووية مهمة، لكن كل هذه الإنجازات العسكرية والاستخباراتية لم تكن كافية لتدمير البنية الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، الذي يتمتع بانتشار جغرافي كبير وتحصينات عميقة.
وبينما يرى مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن الهجمات “أخّرت” إيران لبضعة أشهر، تُقلل تقييمات أمريكية من أهمية هذا التأخير، معتبرة أن طهران لم تكن على وشك تصنيع قنبلة نووية أصلاً، وفق ما ذكرته شبكة CNN.
التحليل يؤكد أن رهان إسرائيل على القوة العسكرية قد يأتي بنتائج عكسية، إذ يُرجّح أن ترد إيران بتسريع مساعيها النووية إذا لم تنتهِ الحرب بتدمير كامل للبرنامج أو باتفاق صارم. ويبدو أن الضربات لم تُقلل من عزيمة طهران، بل غذّت مشاعر الوطنية والتحدي داخل الشارع الإيراني، خاصة بعد سقوط العشرات من المدنيين، بينهم أطفال، في ضربات إسرائيلية طالت منازلهم
سيما شاين، الرئيسة السابقة لقسم الأبحاث في جهاز الموساد، أشارت إلى تغير نوعي في الخطاب الإيراني، قائلة: “لم أرَ من قبل هذا القدر من الحديث داخل إيران عن القدرة العسكرية النووية كما رأيته خلال العام والنصف الماضيين”.
وترى شاين أن القرار الإيراني بعدم بناء قنبلة نووية قابل للتغيير في أية لحظة، محذّرة من أن إخفاق إسرائيل في إنهاء البرنامج خلال هذه الحرب قد يمنح طهران فرصة ذهبية للمضي قُدمًا نحو امتلاك السلاح النووي.
رغم التحركات الإسرائيلية المنفردة، تشير الصحيفة إلى أن إسرائيل قد لا تكون قادرة على إحداث ضرر دائم دون دعم عسكري واستخباراتي مباشر من الولايات المتحدة. تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الهجمات جاءت لمنع إيران من امتلاك قنبلة، تبقى مثيرة للجدل، خاصة في ظل التقارير الأمريكية التي تنفي نوايا طهران الفورية لذلك.
الهجوم الإسرائيلي لم يقضِ على البرنامج النووي الإيراني، بل أشعل وقود طموحه، وفق الجارديان. وبينما يتفاخر نتنياهو بالقوة، يُجمع الخبراء على أن القنبلة النووية ما زالت خيارًا مطروحًا على الطاولة في طهران، خاصة إذا خرجت الحرب دون نتائج رادعة أو حلول دبلوماسية صارمة.
تعليقات 0