اكتشاف أثري مهم في الشرقية يعيد رسم ملامح مدينة “إيمت” القديمة

أعلنت وزارة السياحة والآثار عن اكتشاف أثري جديد ومثير في منطقة تل الفرعون (تل نبيشة) بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، نفذته البعثة الأثرية البريطانية من جامعة مانشستر، لتكشف الستار عن جانب مهم من الحياة السكنية والدينية في مدينة “إيمت” القديمة، أحد أبرز مراكز الدلتا خلال الدولة الحديثة والعصر المتأخر.

الاكتشاف شمل مبانٍ سكنية يُعتقد أنها تعود إلى أوائل أو منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، من بينها ما يُعرف بـ”البيوت البرجية” – منازل متعددة الطوابق ذات جدران سميكة، استخدمت لاستيعاب عدد كبير من السكان، ما يعكس طبيعة التخطيط الحضري والكثافة السكانية في تلك الحقبة.

كما تم الكشف عن منشآت خدمية لتخزين الحبوب وإيواء الحيوانات، بالإضافة إلى أرضية حجرية ضخمة وعمودين من الطوب اللبن مغطّيين بالجص في منطقة المعبد، يُرجّح أنها جزء من طريق المواكب الرابط بين صرح العصر المتأخر ومعبد الإلهة “واجيت”، وهو ما يشير إلى تحوّل في الاستخدام الطقسي للموقع بحلول العصر البطلمي.

اللقى المكتشفة تشمل جزءًا علويًا لتمثال أوشابتي من الفيانس الأخضر يعود للأسرة 26، بالإضافة إلى لوحة حجرية نادرة للإله حورس واقفًا على تمساحين ويحمل الأفاعي، وهي رمزية تدل على القوة والحماية، تعلوها صورة الإله “بس”، رمز البهجة والحماية العائلية. ومن بين أهم الاكتشافات أيضًا آلة موسيقية برونزية (سيستروم) مزينة برأسي الإلهة حتحور، تعود إلى نهاية العصر المتأخر، وتُظهر الطابع الطقسي والموسيقي للعبادات في المدينة.

قال الدكتور نيكي نيلسن، مدير البعثة، إن مدينة إيمت كانت مركزًا حضريًا ودينيًا مهمًا في الوجه البحري، وتضم أطلال معبد مكرّس للإلهة واجيت لا تزال قائمة على الجانب الغربي للموقع، مشيرًا إلى أن الاكتشافات الحالية تفتح آفاقًا جديدة لفهم البنية الاجتماعية والدينية للمدينة، خاصة في فترتي العصر المتأخر والبطلمي.

من جانبه، أعرب شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، عن تقديره لهذا الإنجاز، مشددًا على أن الوزارة تواصل دعمها الكامل لأعمال التنقيب والبحث العلمي كجزء من استراتيجية التنمية المستدامة، وتأكيدًا على الدور الحيوي للآثار في تعزيز الهوية الثقافية وجذب الاستثمار السياحي.

وأكد الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذا الاكتشاف يُعد إضافة ثمينة لسجل الآثار المصرية، خصوصًا في منطقة الدلتا التي لا تزال تخفي الكثير من الكنوز التاريخية.