22 يونيو 2025 01:31
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مصر تحذر من اتساع الصراع في الشرق الأوسط

وتدعو لحل سلمي شامل في كلمتها أمام وزراء التعاون الإسلامي

في كلمة قوية وحاسمة ألقاها الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، خلال افتتاح الدورة الـ51 لمجلس وزراء منظمة التعاون الإسلامي بمدينة إسطنبول، حذّرت مصر من أن النهج التصعيدي الحالي في المنطقة سيقودها إلى المجهول، مشددة على أن الصراع بين إسرائيل وإيران ينذر بعواقب كارثية تتجاوز حدود أي دولة منفردة.

وأكد عبد العاطي أن العدوان الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو يعد “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”، وأجهض جهود سلطنة عمان التي كانت تقود مسار تفاوضي سلمي حول البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى أن الحل العسكري لن يجلب إلا المزيد من التفكك والمعاناة.

وأوضح أن مصر تُدين الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، مشدداً على ضرورة التعامل مع الملف النووي الإيراني ضمن رؤية شاملة لنزع أسلحة الدمار الشامل من المنطقة، وخاصة في ظل رفض إسرائيل الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي.

وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية أن العدوان على غزة وتزايد الانتهاكات بحق الفلسطينيين يبقى جوهر التوتر الإقليمي، مشيراً إلى أن مصر تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، وتعمل بالتعاون مع قطر لوقف إطلاق النار، وإنهاء الكارثة الإنسانية، وإيصال المساعدات العاجلة.

كما دعا إلى تنفيذ خطة إعادة إعمار غزة التي تم اعتمادها إسلاميًا وعربيًا، مشيرًا إلى أهمية عقد مؤتمر دولي رفيع المستوى في القاهرة لدعم هذه الخطة.

وفي ملفات أخرى، شدد عبد العاطي على:

رفض مصر لأي تدخل خارجي في السودان، مؤكدًا دعم القاهرة لعملية سياسية بقيادة سودانية.

الوقوف الكامل مع سوريا ولبنان، والدعوة للانسحاب الإسرائيلي الفوري من الجولان والجنوب اللبناني.

ضرورة تسوية شاملة في ليبيا، تشمل خروج القوات الأجنبية وتنظيم انتخابات متزامنة.

دعم وحدة واستقرار اليمن والصومال، مناشدًا بتعزيز الدعم الدولي للحكومتين الشرعيتين هناك.

في محور التنمية، دعا وزير الخارجية إلى التركيز على الملفات الاقتصادية والتنمويّة بين دول منظمة التعاون الإسلامي، بما يشمل تعزيز التجارة البينية والاستثمار، ومراجعة اتفاقيات الحماية الاستثمارية.

كما طرح أهمية الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتقليص الفجوة التنموية، داعيًا لتشكيل مجموعة عمل داخل المنظمة لاستثمار هذه التقنية في دعم أهداف التنمية المستدامة.

وعن ظاهرة الإسلاموفوبيا، دعا عبد العاطي إلى دور إعلامي وديني موحد للدول الإسلامية لمواجهة حملات التشويه المتصاعدة ضد الإسلام، مشيدًا بدور المبعوث الأممي لمكافحة هذه الظاهرة.

وفي ختام كلمته، شدد وزير الخارجية على ضرورة إصلاح المنظمة وتطوير آليات عملها بما يتناسب مع حجم التحديات المعاصرة، داعيًا إلى مقاربة جماعية فاعلة تعكس وحدة المصير الإسلامي.