22 يونيو 2025 22:44
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

إسرائيل تشعل المنطقة: من غزة إلى طهران.. حرب بلا أفق

وشرق أوسط على حافة الانفجار

بينما كان العالم يترقّب تطورات العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، فجّرت إسرائيل مفاجأة مدوية بتوسيع نطاق عدوانها نحو إيران، في تصعيد عسكري ينذر بتحول النزاع إلى حرب إقليمية شاملة، تعصف باستقرار الشرق الأوسط وتهدد الأمن العالمي.

لأكثر من 20 شهرًا، خاضت إسرائيل حربًا دموية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، استهدفت فيها البشر والحجر بلا تفرقة، تحت ذريعة “القضاء على حماس”، لكنها فشلت في تحقيق نصر حاسم رغم حجم الدمار الهائل.

ومع اشتداد الضغوط الداخلية وتفاقم أزمتها السياسية، قررت تل أبيب توسيع ساحة المواجهة عبر ضربات موجهة إلى لبنان وسوريا والعراق، قبل أن تصل الذروة بتوجيه ضربات مباشرة إلى طهران، فتتحول الأزمة من نزاع موضعي إلى صدام مباشر بين إسرائيل وقوة إقليمية كبرى.

الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد أهداف داخل إيران ليست كغيرها من العمليات السابقة، بل تمثل اختراقًا صريحًا لقواعد الاشتباك، وتكشف بوضوح نية إسرائيل فرض مشروع توسعي جديد في المنطقة، قائم على منطق القوة والانفلات الأمني، ما يهدد بتحويل الشرق الأوسط إلى ساحة اشتعال دائم.

فشل استخباراتي وسيناريوهات كارثية

إسرائيل تشعل المنطقة: من غزة إلى طهران.. حرب بلا أفق - 1 - سيناء الإخبارية

ظنت تل أبيب أن طهران ستكتفي بالرد الرمزي، كما حدث في الماضي، لكنها فوجئت برد إيراني مباشر ومدروس، لتدخل المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد الخطير. ومع اتساع رقعة الاشتباك، تتكشف هشاشة الحسابات الإسرائيلية، حيث تخوض حربًا لم تحدد أهدافها ولا تعرف كيف تخرج منها، في ظل جبهات مفتوحة ومخاطر انفجار إقليمي غير مسبوق.

في قلب هذا التصعيد، يقف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، المحاصر داخليًا بأزمات سياسية وشعبية، وفشل عسكري في غزة، فاختار الهروب إلى الأمام عبر توسيع العمليات العسكرية، محاولًا إنقاذ مستقبله السياسي ولو على حساب أمن المنطقة.

منذ الأيام الأولى للعدوان على غزة، حذّرت مصر بوضوح من أن استمرار الحرب سيفجر المنطقة، في قراءة دقيقة لموازين القوى. واليوم، يثبت التصعيد بين إيران وإسرائيل صواب الرؤية المصرية، التي أكدت مرارًا أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد، وليس القوة العسكرية.

وتواصل مصر تحركاتها الدبلوماسية المكثفة لاحتواء الأزمة، حيث أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالات مهمة مع قادة دول كبرى، مؤكدًا ضرورة وقف التصعيد، وحماية الأمن الإقليمي من الانهيار.

لأول مرة، يتبادل الطرفان الإسرائيلي والإيراني الضربات العسكرية بشكل علني وموسع، ليتحوّل الصراع من حرب بالوكالة إلى مواجهة مباشرة بين خصمين إقليميين. الرد الإيراني الصارم بعث برسالة واضحة: أي استهداف سيُقابل بالرد الفوري، وهو ما فتح أبوابًا مرعبة على احتمالات الحرب الشاملة، وسط تحذيرات دولية متصاعدة من لحظة انفجار لا عودة منها.

المواقف الدولية

الولايات المتحدة تجد نفسها في موقف معقد، بين دعم إسرائيل وخشيتها من توسع الحرب.

أوروبا تخشى موجات اللجوء والارتدادات الاقتصادية.

روسيا والصين حمّلتا إسرائيل المسؤولية، ودعتا إلى وقف فوري لإطلاق النار.

لكن رغم هذه التحركات، لم تُثمر أي وساطة فعالة حتى الآن، ما يجعل شبح المواجهة الكبرى أقرب من أي وقت مضى.

التصعيد الإسرائيلي الإيراني يهدد بتعطيل الملاحة في مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، ما ينذر بأزمة طاقة عالمية واضطراب اقتصادي واسع، يطال الأسواق والنمو وسلاسل الإمداد.