22 يونيو 2025 22:56
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

ترامب يتباهى بـ”الضربة الجراحية”.. وقلق في واشنطن من رد إيران العنيف

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجر الأحد تنفيذ ضربة جوية دقيقة استهدفت منشآت نووية إيرانية، متبنيًا لهجة الانتصار ومعلنًا نجاح المخطط العسكري، في وقت يسود فيه القلق داخل إدارته السابقة من تصعيد إيراني واسع النطاق.

ووفقًا لما نشرته صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، فإن الهجوم، الذي نفذته قاذفات شبح أمريكية، يُعد أخطر قرار عسكري اتخذه ترامب خلال رئاسته، ويهدد بزج الولايات المتحدة في صراع مباشر جديد في الشرق الأوسط، رغم الوعود المتكررة له ولنائبه جيه دي فانس بتجنّب الحروب الخارجية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بالإدارة الأمريكية أن هناك انقسامًا داخليًا حيال تداعيات الضربة، إذ لم يكن المزاج العام في البيت الأبيض متفائلًا كما بدا في خطاب ترامب.

أحد كبار المسؤولين قال: “لا نعلم إلى أي مدى قد يتورطنا هذا القرار في مواجهة طويلة الأمد… الرسالة الحالية هي أننا نريد تدمير قدرة إيران النووية ثم التفرغ للمفاوضات”.

وبحسب مصدر رفيع في البيت الأبيض، فإن ترامب شعر خلال الأيام الأخيرة أن فرصة ذهبية لاحت له للقضاء على البرنامج النووي الإيراني بأقل تكلفة ممكنة، خاصة مع عدم الحاجة إلى نشر قوات برية أو تعريض حياة الأمريكيين للخطر، الأمر الذي لا يتعارض، حسب المسؤول، مع وعوده الانتخابية السابقة بعدم الانخراط في “حروب طويلة ومكلفة”.

ترامب، الذي بدا كمن يلوح بالتصعيد من جهة، ويغازل خيار التهدئة من جهة أخرى، كان يبحث خيارات متعددة للرد العسكري، ليختار في النهاية حزمة ضيقة ومصممة خصيصًا لضرب أهداف نووية دون الانزلاق نحو حرب شاملة.

وقال مسؤول آخر إن ترامب كان حتى الأسبوع الماضي يُصرّح بأنه سيقرر خلال أسبوعين فقط إن كان سينضم لإسرائيل في حربها ضد إيران، لكن ما حدث يكشف أن القرار كان محسومًا خلف الكواليس.

وبينما يستعرض ترامب إنجازًا عسكريًا وصفه بـ”الناجح جدًا”، يواصل كبار المسؤولين داخل الإدارة الأمريكية الاستعداد لهجمات إيرانية انتقامية، وسط تصاعد المخاوف من تحول المواجهة إلى حرب مفتوحة في منطقة الخليج.

البيت الأبيض، بحسب “بوليتيكو”، يدرك أن رد الفعل الإيراني قد يكون غير تقليدي، وهو ما يهدد المصالح الأمريكية وقواعدها العسكرية في الشرق الأوسط، ويزيد من التوتر في وقت تشهد فيه المنطقة اضطرابات شديدة، خاصة بعد توتر العلاقة مع الصين وروسيا، وتدهور الأمن البحري في مضيق هرمز.