سحب الماموس.. لوحة طبيعية تزين سماء المرتفعات 

تعتبر سحب الماموس واحدة من أكثر الظواهر الجوية إبهاراً، حيث تظهر كطبقة ضبابية كثيفة تلفّ قمم الجبال والمناطق المرتفعة بلمسة سريالية.

هذه السحب المنخفضة تنتشر بشكل خاص في المناطق الجبلية بالمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ومناطق أخرى من الجزيرة العربية، عادةً خلال فصلي الخريف والشتاء. مشهدها الأخّاذ الذي يشبه البحار القطنية العائمة يجذب المصورين ومحبي الطبيعة من كل مكان.

يكمن سرّ تكون هذه السحب في التقاء عدة عوامل جوية دقيقة. فعندما تتحرك الكتل الهوائية الرطبة القادمة من البحار نحو المرتفعات الجبلية، تتعرض للتبريد التدريجي بسبب انخفاض درجة الحرارة مع الارتفاع. هذا التبريد يؤدي إلى تكثف بخار الماء قرب سطح الأرض، مكوناً تلك السحب الكثيفة التي قد تنخفض إلى مستويات غير مسبوقة. تزداد كثافة هذه الظاهرة بعد ليالي الشتاء الباردة الصافية، حيث يفقد سطح الأرض حرارته بسرعة.

أما عن تسميتها الفريدة، فكلمة “ماموس” تعود إلى المصطلح اللاتيني “Mammatus” الذي يصف شكل السحب المتدلية التي تشبه أثداء الحيوانات. وقد أطلق هذا الاسم عليها بسبب مظهرها المتموج والمتدلي بشكل مميز. في التراث المحلي، ارتبطت هذه السحب ببداية موسم الأمطار والطقس البارد، حيث كانت تشكل علامةً لبدء مواسم الخير والخصب.

تخلق سحب الماموس تأثيرات بصرية مدهشة، حيث تتحول الجبال إلى جزر عائمة في بحر من الضباب، بينما تظهر قممها كأنها تطفو فوق السحاب. لكن هذه الظاهرة قد تؤدي أيضاً إلى انخفاض مدى الرؤية الأفقية أحياناً، مما يستدعي الحذر من قائدي المركبات في الطرق الجبلية. ورغم ذلك، تبقى هذه السحب هدية الطبيعة للمنطقة، تجمع بين الجمال الفني والدقة العلمية في آن واحد.