23 يونيو 2025 23:52
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

 شكوك حول مدى الدمار الذي لحق بمنشأة فوردو ووجهة اليورانيوم المنقول

أظهرت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية التجارية أن الضربة الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت محطة فوردو النووية في إيران قد خلفت أضرارًا جسيمة، وسط توقعات بتدمير المنشأة وأجهزة الطرد المركزي التي تضمها، ومع ذلك، فإن مدى الدمار الحقيقي لا يزال غير مؤكد، خاصة في الأجزاء المحصنة تحت الأرض.

وقال ديفيد أولبرايت، وهو مفتش نووي سابق ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي، إن الولايات المتحدة استخدمت قنابل خارقة للتحصينات في قصفها للموقع، مشيرًا إلى أن الأضرار “على الأرجح دمرت المنشأة”.

لكن باحثين آخرين، من بينهم ديكر إيفليث من مركز الدراسات “سي إن إيه”، شككوا في إمكانية تحديد مستوى الضرر تحت الأرض عبر الصور المتاحة، مشيرين إلى أن أجهزة الطرد المركزي مدفونة على أعماق يصعب تقييمها.

وكانت إيران قد لجأت في السنوات الأخيرة إلى بناء منشآت نووية محصنة في أعماق الجبال، مثل تلك الموجودة في فوردو، لتفادي أي هجمات جوية محتملة كتلك التي وقعت صباح الأحد.

وبينما أظهرت صور شركة “ماكسار تكنولوجيز” ستة ثقوب على سطح الجبل يُرجح أنها ناتجة عن القصف، كشفت صور أخرى عن نشاط لافت قبل أيام من الضربة، من خلال تحركات مكثفة لعدد كبير من المركبات أمام بوابة المنشأة، يومي الخميس والجمعة.

في هذا السياق، صرح مصدر إيراني رفيع المستوى لـ”رويترز” بأن طهران نقلت معظم مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب، الذي يقترب من درجة صناعة الأسلحة بنسبة 60%، إلى مواقع أخرى قبل الهجوم، مرجحًا إخفاء مكونات نووية أخرى بعيدًا عن أعين المراقبة الدولية.

ويؤكد محللون، مثل جيفري لويس من معهد ميدلبري للدراسات الدولية، أن تأثير الضربة على البرنامج النووي الإيراني قد يكون محدودًا زمنيًا، وربما يؤدي فقط إلى تأخير بعض الأنشطة، نظرًا لاحتمال وجود منشآت نووية لم تُكتشف بعد.

وتصر إيران على أن أنشطتها النووية ذات طابع سلمي، في حين حذرت الولايات المتحدة وإسرائيل من أنها لن تتراجع عن عزمها وقف أي محاولات إيرانية لامتلاك سلاح نووي.

وفي تصعيد محتمل، لوّح البرلمان الإيراني بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ما قد ينذر بتجميد التعاون القائم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويعقد المشهد الدبلوماسي بشكل أكبر.