28 يونيو 2025 22:10
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

“حوض الجزيرة”.. جوهرة مخفية على شاطئ العريش تأسر الزائرين بجمالها الفطري

على امتداد شاطئ الريسة شرق مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، تتشكل لوحة طبيعية مذهلة يصعب تجاهلها، حيث تلتقي زرقة البحر برمال ناعمة ذهبية، ويتماهى هدوء المكان مع خضرة النخيل، في مشهد يبدو وكأنه مأخوذ من قصيدة طبيعة خالدة.

في قلب هذه الصورة البديعة، يبرز “حوض الجزيرة” كواحد من أبرز المقاصد السياحية البكر التي بدأت تلفت الأنظار بشدة خلال السنوات الأخيرة.

يشكل “حوض الجزيرة” تجويفًا مائيًا طبيعيًا، نحتته مياه البحر عبر سنوات طويلة من التمدد داخل التلال الرملية المرتفعة، ليخلق مجرىً هادئًا يشبه بحيرة صغيرة، تحيط بها الرمال الذهبية من كل جانب.

وتُضفي هذه التكوينات الطبيعية على الموقع طابعًا بصريًا فريدًا، تتماهى فيه الألوان والملمس والصوت، بين سكون البحر، وعلو التلال، وظلال النخيل القريبة.

ما يُميز “حوض الجزيرة” عن سائر الشواطئ، هو خلوه التام من التلوث البصري والمنشآت الخرسانية، ما يجعله وجهة مثالية لمحبي التأمل والاستجمام في أجواء نقية ونادرة.

وهنا لا حاجة لفنادق أو مطاعم فاخرة، لأن الطبيعة تتكفّل بكل شيء: صفاء الماء، نقاء الهواء، وهدوء ينساب إلى القلب قبل الأذن.

المكان لا يخاطب فقط الباحثين عن الراحة، بل يجذب عشّاق المغامرة وهواة التخييم من الشباب، الذين يتسابقون لصعود التلال الرملية ومراقبة البحر من ارتفاع شاهق، قبل الانزلاق في لحظة مرح خالصة.

أما العائلات، فتجد في المكان مساحة آمنة ومثالية لأطفالهم، حيث يمكنهم السباحة في مياه ضحلة هادئة، بعيدة عن التيارات أو الصخور.

وسط ظلال النخيل وعلى الرمال، تُنصب خيام صغيرة، تُعد مشروبات ساخنة، وتُحضر وجبات خفيفة، في أجواء حميمية تُشبه الجلسات العائلية في البيوت.

أما هواة التصوير الفوتوغرافي، فيجدون ضالتهم هنا بين انعكاسات الضوء على الماء، وتفاصيل لم تطلها يد الحداثة أو التعديل.

هو ليس مجرد شاطئ، بل رحلة إلى قلب الطبيعة النقية، وسياحة تعتمد على السكون لا الصخب، وعلى الأصالة لا الرفاهية المُعلبة.

“حوض الجزيرة” هو تلك البقعة التي تجعل زائرها يعيد اكتشاف مفهوم السياحة من جديد: أن ترى، أن تستنشق، أن تتأمل، وأن تعود بذهن أكثر صفاءً وروح أكثر اتزانًا.