الجيش السوداني يوسّع عملياته الجوية في دارفور ويستعيد طريقًا استراتيجيًا
في جنوب كردفان وسط تصاعد المواجهات

يواصل الجيش السوداني عملياته العسكرية المكثفة ضد مواقع ميليشيا الدعم السريع في إقليم دارفور، حيث استهدفت الطائرات المسيرة التابعة للقوات المسلحة مواقع استراتيجية في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، ومناطق أخرى بغرب دارفور، أبرزها “هبايل” و”سيسي”، ضمن تصعيد ملحوظ في المواجهات الميدانية.
نفّذت القوات المسلحة هجمات دقيقة بالطائرات المسيّرة على معسكرات لتجنيد وتدريب المرتزقة في مجمع “موسية” ومواقع أخرى حوّلتها قوات الدعم السريع من مؤسسات مدنية إلى مقار عسكرية.
ووفق شهود عيان، هزّت المنطقة انفجارات عنيفة تلاها تصاعد كثيف للدخان، مع سقوط عشرات المصابين من قوات الدعم السريع، نقلوا إلى المستشفى التركي الذي تديره الدائرة الطبية التابعة للميليشيا.
وفي تطور خطير، اقتحمت عناصر من الدعم السريع سجنَي كوبر ودقريس في نيالا، وأطلقت سراح عدد كبير من السجناء والأسرى بالقوة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة مع حراس السجن أسفرت عن مقتل 23 شخصًا بينهم مدير السجن.
وقررت الإدارة المدنية الموالية للدعم السريع تشكيل لجنة تحقيق برئاسة النيابة العامة للوقوف على ملابسات الحادث.
كما استخدمت الميليشيا هذه السجون في احتجاز آلاف المدنيين والمتقاعدين من الجيش، وترحيل أسرى من ولايات أخرى كجزء من سيطرتها على البنية الأمنية للمنطقة.
في محور جنوب كردفان، أعلن الجيش السوداني إعادة فتح الطريق القومي “كادقلي – الدلنج”، بعد معارك شرسة ضد الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، التي كانت قد سيطرت على محطة “الدشول” الاستراتيجية.
وصرح اللواء فيصل مختار الساير، قائد الفرقة 14 مشاة، أن القوات المسلحة دمرت دبابتين واستلمت أخرى سليمة خلال الهجوم، لترتفع حصيلة المعدات المستولى عليها إلى 6 دبابات خلال أسبوعين، مؤكدًا عزم الجيش تطهير ولاية جنوب كردفان بالكامل من قوات الدعم السريع والحركة الشعبية.
في ظل هذا التصعيد، حشدت الحركة الشعبية قواتها قرب مدينة الدلنج، فيما دفعت قوات الدعم السريع بتعزيزات ضخمة إلى مدينة الدبيبات، وشنّت قصفًا على أهداف مدنية وعسكرية داخل الدلنج يوم 25 يونيو، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين.
تشير المعطيات إلى انفلات أمني حاد في نيالا، وسط اشتباكات داخلية بين عناصر الدعم السريع أنفسهم، بالإضافة إلى تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين من قتل ونهب واعتقال تعسفي، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والإنساني في إقليم دارفور وجنوب كردفان.
تعليقات 0