1 يوليو 2025 20:36
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

12 يومًا غيّرت الشرق الأوسط: حرب إسرائيل وإيران تكشف موازين جديدة وأدوار خفية

تحولت الحرب التي طالما وُصفت بالمستبعدة بين إسرائيل وإيران إلى واقع دموي رسم معالم جديدة في الشرق الأوسط، وأسقط معادلات قديمة. فخلال 12 يومًا من التصعيد العسكري المكثف، تحولت “الشيطنة المتبادلة” بين الجانبين إلى مواجهة مباشرة، شاركت فيها الولايات المتحدة بضربات نوعية استهدفت منشآت نووية إيرانية، أبرزها “فوردو” و”نطنز” و”أصفهان”، فيما ردت إيران بضربة مركزة على قاعدة “العديد” الأميركية في قطر.

العملية التي سُمّيت بـ”مطرقة منتصف الليل” شهدت استخدام القاذفات الشبح الأميركية “B-2 سبيريت”، وعكست أعلى درجات التنسيق بين واشنطن وتل أبيب، رغم دعوات لاحقة لوقف إطلاق النار قادها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ترمب، الذي وصف نفسه بالخصم والحكم، استعاد الدور الأميركي كلاعب محوري في أمن الشرق الأوسط، ما أعاد المصداقية للتحالفات الأميركية في المنطقة، بعد سنوات من التردد السياسي.

وبحسب مصادر عسكرية، فقد دمّرت الضربات الأميركية قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم إلى المستوى اللازم لتصنيع القنبلة النووية، على الرغم من امتلاكها 409 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%. وأشارت تقارير استخباراتية إلى أنه ربما تم نقل هذه الكمية من منشأة “فوردو” قبيل القصف، وسط تساؤلات عن الهدف الحقيقي من وجود 16 شاحنة قرب المنشأة.

وفي هذا السياق، شبّه مراقبون هذا الصراع بمقدمة لتحول استراتيجي شبيه بما وصفته الكاتبة بربارا توخمان في كتابها «مدافع أغسطس» عن الحرب العالمية الأولى، حيث أدى فشل الدبلوماسية والحسابات الخاطئة إلى انهيار نظام عالمي قديم.

على الصعيد الداخلي، اهتزت الجبهتان الإيرانية والإسرائيلية، رغم أن كليهما خطط لنقل المعركة إلى خارج حدوده. سقط وكلاء إيران، وتعرض الداخل الإيراني لضربات قاسية، من بينها اغتيالات استهدفت الصف الأول من قادة الحرس الثوري والعلماء النوويين، فيما عانت إسرائيل من هجمات غير مسبوقة طالت عمقها لأول مرة منذ تأسيسها.

وجاءت الضربة القاضية لمشروع قاسم سليماني، الذي كان قد بنى “كوريدورًا عسكريًا” يمتد من إيران حتى المتوسط، عبر ستة جيوش حليفة. هذا المشروع انهار بعد “طوفان الأقصى”، وتأكد انهياره في حرب الـ12 يومًا.

على الجانب الدبلوماسي، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة مرهون بتأكيدات بعدم تكرار الضربات العسكرية. فيما شدد على أن “تكنولوجيا التخصيب لا يمكن تدميرها بالقصف”، وأن إيران قادرة على استعادة قدراتها سريعًا.

مع ذلك، تتردد أسئلة كثيرة حول المدى الذي قد تبلغه إيران مستقبلًا في سعيها النووي، خاصة في ظل غموض نوايا الولايات المتحدة، التي أوضحت صراحة أنها لن تتهاون مع أي محاولة لتخصيب اليورانيوم إلى 90%.

تبقى المنطقة أمام مفترق طرق، فإما أن تفتح الحرب باب التسويات الكبرى، أو أن تكون تمهيدًا لصدام أكبر، عنوانه النووي وردع السلاح بسلاح أقوى.