2 يوليو 2025 02:42
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

إسرائيل تُمهّد لسلام بارد مع سوريا وترفع الجولان كورقة تفاوضية

خفضت إسرائيل سقف التوقعات بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا في المدى القريب، مؤكدة أن أي اتفاق سيكون على الأرجح “سلامًا باردًا” في مرحلته الأولى، وسيستغرق وقتًا لتحقيقه.

وكشف موقع “واللا” الإخباري العبري، أن التطبيع الكامل بين الطرفين ليس مطروحًا حاليًا، لكن المحادثات قد تفتح الباب أمام دبلوماسية مستقبلية تبدأ بتخفيف التوترات وتحديث الترتيبات الأمنية على الحدود المضطربة بين البلدين.

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي – لم يُسمّه – أن إسرائيل تريد ضمان أن أي عملية تفاوض ستنتهي باتفاق سلام وتطبيع كامل مع سوريا، بينما تميل الولايات المتحدة إلى نهج تدريجي لبناء العلاقات خطوة بخطوة.

وأوضح التقرير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبدى في يونيو الماضي، اهتمامًا بالتفاوض على اتفاقية أمنية جديدة مع سوريا، من خلال وساطة أمريكية، على أن تبدأ بمراجعة اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 وتنتهي باتفاق سلام شامل.

وتسيطر إسرائيل على معظم مساحة هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، وقد استغلت حالة الانهيار السياسي والعسكري في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد أواخر عام 2024، فاحتلت المنطقة العازلة وأعلنت انهيار اتفاقية فك الاشتباك، كما سيطرت على جبل الشيخ الاستراتيجي القريب من دمشق.

ووفق موقع “واللا”، فإن إسرائيل تنظر إلى هذه المناطق على أنها “ورقة تفاوض رئيسية”، وترفض الانسحاب منها إلا مقابل اتفاق سلام كامل وتطبيع رسمي.

وأكدت مصادر أمريكية أن المحادثات الحالية لا تشمل الرئيس السوري أحمد الشرع، بل تقتصر على مسؤولين من مستويات أدنى، كما لا توجد خطط لعقد قمة بين القيادتين في الوقت الراهن.

وأشار الموقع إلى أن إسرائيل تستخدم أربع قنوات تفاوضية في التعامل مع سوريا، تشمل مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ومدير الموساد ديفيد برنياع، ووزير الخارجية جدعون ساعر، إلى جانب الجيش الإسرائيلي الذي يتولى التنسيق العسكري.

وتأمل إسرائيل، بحسب المسؤولين، في زيادة الدور الأمريكي في الوساطة لدفع المفاوضات قدمًا، وترى أن المشاركة الأمريكية قد تعزز فرص التوصل إلى اتفاق مقبول للطرفين.

وفي المقابل، شددت دمشق على رفضها السماح لإسرائيل بالقيام بأي عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية بموجب أي اتفاق، بينما تصر تل أبيب على الاحتفاظ بحرية العمل العسكري لمواجهة التهديدات، خاصة إذا انسحبت من بعض المناطق.

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة “جروزاليم بوست” إن المحادثات تواجه تحديات كبيرة رغم استمرارها، مرجحة أن تسفر عن “سلام بارد” لا عن مصالحة شاملة، وأن أي اتفاق مستقبلي سيركّز على الترتيبات الأمنية دون أن يشمل مرتفعات الجولان.

كما نقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي ساخرًا: “في هذه المرحلة، لن يكون هناك سلام بالمعنى الكامل… لن نتناول الحمص في دمشق أو نبحر في اللاذقية قريبًا”.

وفي ظل عدم وجود تهديد مباشر من الإدارة السورية الجديدة، واصلت إسرائيل منذ نهاية 2024 شنّ غارات على أهداف داخل سوريا، استهدفت مواقع عسكرية ومعدات تابعة للجيش السوري، وتوغلت في مناطق القنيطرة وريف دمشق، مما يزيد من تعقيد مسار التفاوض.