4 يوليو 2025 13:51
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

هدنة غزة تقترب: ضغوط دولية وتحركات حاسمة قبل لقاء ترمب ونتنياهو

تتواصل جهود الوساطة الدولية بوتيرة مكثفة في محاولة لانتزاع اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وسط مؤشرات على تقدم ملموس في المفاوضات، وترقب واسع للقاء “حاسـم” مرتقب الأسبوع المقبل بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.

تفاؤل حذر واتصالات مكثفة

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن حركة حماس أبدت موافقة مبدئية على مقترح تهدئة يجري التفاوض عليه بوساطة قطرية وأميركية، فيما صرّح مسؤولون إسرائيليون أن الوفد المفاوض مستعد للانخراط في مناقشات حول صفقة شاملة تشمل إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.

قناة “12” الإسرائيلية كشفت عن استعداد إسرائيل، ولأول مرة، لقبول اتفاق كامل يتضمن إطلاق 10 رهائن على مراحل، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وإعادة جثامين 18 رهينة، ضمن إطار يهدف إلى إنهاء الحرب الممتدة منذ شهور. ووفقاً لتقارير أخرى، لا يزال لدى حماس نحو 50 رهينة، يعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة.

تهديدات وضغوط متزايدة

ترمب لم يخفِ موقفه الحازم، موجهاً تحذيراً لحماس عبر منصة “تروث سوشيال”، مطالبًا الحركة بقبول الصفقة تجنبًا لـ”نتائج أسوأ”، في تعبير يعكس تصاعد الضغوط السياسية الممارسة عليها. في الوقت ذاته، أكدت “رويترز” أن حماس تسعى للحصول على ضمانات بأن المقترح الأميركي سيؤدي بالفعل إلى إنهاء الحرب، وليس مجرد هدنة مؤقتة.

وفي سياق متصل، رجّح مصدر مطلع من حماس أن الاتفاق المطروح حالياً مستند إلى مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، مع تعديلات أدخلها الجانب القطري، ويشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، تمهيداً للوصول إلى اتفاق دائم، مشيرًا إلى ثلاثة مطالب رئيسية: إنهاء الحرب، دخول المساعدات، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

تحركات سياسية وعسكرية متزامنة

بينما تتكثف الجهود السياسية، تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل عنيف، حيث أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل أكثر من 59 شخصاً يوم الخميس نتيجة غارات متواصلة. وتزامن ذلك مع توسع الاشتباكات في شمال وجنوب القطاع، مما يزيد من حجم الخسائر في صفوف المدنيين.

التحليلات السياسية تشير إلى أن توقيت الاتفاق بات ناضجًا أكثر من أي وقت مضى. الدكتور أحمد فؤاد أنور، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أوضح أن استدعاء نتنياهو إلى البيت الأبيض يعكس جدية أميركية في إتمام الصفقة، محذرًا من إمكانية تعثرها في حال حدوث تطورات إقليمية مفاجئة.

بدوره، يرى المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع أن الضغوط الحالية تحمل فرصًا كبيرة لإتمام الاتفاق، خاصة مع رغبة أميركية واضحة في نزع فتيل الحرب، مضيفاً أن حماس مطالبة بعدم إعطاء إسرائيل ذريعة لمواصلة التصعيد.

فرصة أخيرة؟

في خضم هذا المشهد، يرى مراقبون أن اللقاء المنتظر بين ترمب ونتنياهو قد يشكل منصة لإعلان الاتفاق، سواء عبر مؤتمر صحافي مباشر أو من خلال بيان يصدر عن الوسطاء. كما يُتوقع أن تتضمن الصفقة ضمانات أميركية غير مكتوبة تتعلق بإنهاء دائم للعمليات العسكرية.