4 يوليو 2025 17:08
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

هل يجوز صيام عاشوراء منفردًا؟.. الإفتاء تحسم الجدل

يعد يوم عاشوراء من الأيام المباركة التي حثَّ الإسلام على اغتنامها، حيث تتجلى فيها نفحات ربانية، وتُضاعف فيها الحسنات، وتُمحى بها السيئات. وقد ورد عن النبي ﷺ قوله: «إِنَّ لِرَبِّكُم عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهرِكُم نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُم أَن تُصِيبَهُ مِنهَا نَفحَةٌ لَا يَشقَى بَعدَهَا أبَدًا»، مما يدل على أهمية استثمار هذه الأيام المباركة في الطاعات والعبادات.

الحكم الشرعي لصيام يوم عاشوراء منفردًا

في إجابة رسمية على سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية، أوضح الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن صيام يوم عاشوراء مستحب شرعًا، ويُثاب المسلم عليه، سواء صامه وحده أو صامه مقرونًا بيوم قبله أو بعده. وأكد أن إفراد صيام يوم عاشوراء دون التاسع أو الحادي عشر جائز شرعًا، ولا حرج فيه ولا كراهة، سواء كان ذلك بعذر أو بغير عذر.

مراتب صيام يوم عاشوراء

أوضح المفتي أن لصيام يوم عاشوراء مراتب متعددة من حيث الفضل، تبدأ بأدناها وهي صيام العاشر فقط، وتعلو لتصل إلى الأفضل وهو صيام التاسع مع العاشر، ثم الأكمل وهو صيام التاسع والعاشر والحادي عشر. وقد أشار إلى حديث النبي ﷺ: «صُومُوا عَاشُورَاء، وَخَالِفُوا فِيهِ اليَهُودَ، وَصُومُوا قَبلَهُ يَومًا، وَبَعدَهُ يَومًا»، مما يدل على فضل الجمع بين هذه الأيام الثلاثة.

سبب صيام النبي لعاشوراء

ذكرت دار الإفتاء أن النبي ﷺ عندما قدم المدينة، وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فلما سأل عن سبب صيامهم، قالوا إنه اليوم الذي نجا الله فيه موسى عليه السلام وقومه من فرعون، فقال النبي ﷺ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنكُم»، فصامه وأمر بصيامه. وقد ورد هذا الحديث في الصحيحين، مما يوضح ارتباط صيام عاشوراء بسنة نبوية أصيلة.

صيام عاشوراء وتكفير الذنوب

بيّنت دار الإفتاء فضل صيام هذا اليوم، مستشهدة بحديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحتَسِبُ عَلَى اللهِ أَن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبلَهُ». ويُفهم من هذا الحديث أن صيام هذا اليوم سبب في مغفرة ذنوب سنة ماضية كاملة، وهو فضل عظيم يدفع المسلم إلى التنافس في الطاعة.

الخلاصة الفقهية

أجمعت آراء العلماء والمذاهب المعتبرة على استحباب صيام عاشوراء، سواء منفردًا أو مقرونًا بأيام أخرى. وقد نصّ عدد من الفقهاء كالإمام الشرواني والمرداوي على جواز إفراده بالصيام دون كراهة. وتُعد هذه الفتوى تأكيدًا على التيسير في الشريعة الإسلامية، وعلى حرصها على فتح أبواب الطاعات أمام المسلم بحسب قدرته وظروفه.