أمريكا والمكسيك.. صدام كلاسيكي على ذهب الكونكاكاف في نهائي ناري بهيوستن

تتجه أنظار عشاق كرة القدم في أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي نحو ملعب “إن آر جي” في هيوستن، حيث يحتدم الصراع بين الغريمين الأزليين، منتخب الولايات المتحدة ونظيره المكسيكي، في نهائي مرتقب لبطولة الكأس الذهبية 2025، فجر الاثنين في تمام الساعة الثانية صباحًا بتوقيت القاهرة.

المواجهة تحمل الكثير من التاريخ، والإثارة، والثأر الكروي، إذ يُعد هذا النهائي السادس الذي يجمع المنتخبين منذ مطلع القرن الحالي، والثاني في آخر ثلاث نسخ من البطولة، مما يمنحه نكهة استثنائية وطابعًا كلاسيكيًا خاصًا.

يدخل منتخب الولايات المتحدة النهائي متسلحًا بخبرة النهائيات وسجل قوي في البطولة، حيث يسعى للتتويج بلقبه الثامن، والثالث في آخر أربع نسخ، بعد أن فاز في ثلاث نهائيات من آخر أربع خاضها، من بينها الانتصار الشهير على المكسيك في نهائي 2021 بهدف دون رد.

ورغم أن مدينة هيوستن لم تكن أرضًا سعيدة للأمريكيين تاريخيًا، إلا أن كتيبة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو تأمل في كسر النحس، خاصة بعد الانتصارين اللافتين على السعودية وهايتي في نفس الولاية.

وتأهلت أمريكا إلى النهائي عقب فوز شاق على جواتيمالا بنتيجة 2-1 في نصف النهائي، لتُواصل مسيرتها بثبات نحو التتويج على أرضها.

على الطرف الآخر، يدخل منتخب المكسيك المواجهة بنظرة مختلفة، إذ يسعى لاستعادة الهيمنة القارية والتتويج بلقبه العاشر، كأكثر المنتخبات فوزًا بالكأس الذهبية في التاريخ.

بلغ “إل تري” النهائي عقب فوز صعب على هندوراس بهدف دون رد، في مباراة أبرزت المنظومة الدفاعية المحكمة للمدرب خافيير أجيري، الذي أصبح ثاني مدرب في تاريخ المكسيك يقودها لأكثر من نهائي بعد أن توج باللقب عام 2009.

ويعتمد المنتخب المكسيكي على الانضباط التكتيكي، حيث لم تهتز شباكه في آخر 5 مباريات إقصائية، كما سجل الفريق 7 من أصل 8 أهدافه في الشوط الثاني، ما يعكس ذكاء التبديلات وتغييرات أجيري الحاسمة.

رغم تفوق أمريكا في المواجهات النهائية الأخيرة — إذ فازت في جميع آخر 4 نهائيات جمعتها بالمكسيك — فإن هذه المباراة تحمل طابعًا مختلفًا، حيث يسعى المنتخب المكسيكي للثأر واستعادة الكبرياء القاري.

وفي المقابل، يراهن الأمريكيون على أرضهم وجمهورهم وتاريخهم القريب، لتأكيد سيادتهم على الكرة في منطقة الكونكاكاف.

في ظل الأرقام، والتاريخ، والتكتيك، والعاطفة الجماهيرية، تبدو هذه المواجهة واحدة من أقوى النهائيات في تاريخ الكأس الذهبية، بل ومن أبرز الكلاسيكيات القارية على مستوى العالم.