ساعات حاسمة في مفاوضات صفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل 

في تطور لافت قد يشكل منعطفًا جديدًا في مسار الحرب المستعرة على غزة، كشف مسؤول إسرائيلي مطّلع أن التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس قد يتحقق خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، مشيرًا إلى أن الخلافات بين الجانبين “طفيفة” ويمكن تجاوزها سريعًا، إذا ما توفر الضغط السياسي الكافي من الأطراف الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

وبحسب ما نقلته قناة “i24 نيوز”، فإن النجاح المحتمل للصفقة مرهون بمدى ليونة مواقف الطرفين، والتأثير الذي سيمارسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا التوقيت الحرج، خاصة مع توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء ترامب ومناقشة عدة ملفات تتصدرها الحرب على غزة وإيران.

الوفد الإسرائيلي الذي زار الدوحة مؤخرًا، بحسب مصادر إعلامية، جاء لتحريك ملف الأسرى، في وقت وصفت فيه إسرائيل التعديلات التي قدمتها حماس على المبادرة القطرية لوقف إطلاق النار بأنها “غير مقبولة”، بينما اعتبرت الحركة ردها “إيجابيًا” وأبدت استعدادها الفوري للدخول في مفاوضات حول آليات التنفيذ.

وتبقى أبرز نقاط الخلاف قائمة، وعلى رأسها مطالبة حماس بإشراف الأمم المتحدة على توزيع المساعدات داخل غزة، وضمانات دولية بعدم استئناف الحرب بعد الهدنة المقررة بـ60 يومًا، إلى جانب خلافات حول هوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم ضمن الصفقة.

وتشير تقارير صحفية عبرية، منها “هآرتس” و”يديعوت أحرونوت”، إلى أن الاتفاق المطروح يشمل إطلاق سراح 10 من الأسرى الإسرائيليين الأحياء و18 جثمانًا على مراحل، مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، وسحب تدريجي لقواتها من مناطق متفق عليها داخل القطاع. إلا أن مطلب إسرائيل بنزع سلاح المقاومة وتهجير القادة إلى الخارج يمثل عائقًا كبيرًا أمام تنفيذ الاتفاق.

وتقدّر إسرائيل وجود نحو 50 أسيرًا لديها في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في حين يحتجز الاحتلال أكثر من 10,400 فلسطيني، في ظروف وصفتها تقارير حقوقية بأنها قاسية وتفتقر إلى الحد الأدنى من الرعاية، وتسببت في استشهاد العديد منهم داخل السجون.

على صعيد موازٍ، يتطلع نتنياهو خلال لقائه المرتقب مع ترامب إلى الحصول على “ضوء أخضر” لاتخاذ إجراءات وقائية ضد أي تحركات إيرانية تتعلق ببرنامجها النووي، خاصة بعد التصعيد العسكري بين الطرفين في يونيو الماضي، الذي شهد هجمات متبادلة طالت منشآت حيوية وقادة بارزين.