27 أغسطس 2025 14:17
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

قمة “بريكس” في ريو دي جانيرو: غزة، الدولار، والذكاء الاصطناعي على طاولة الكبار

غزة أولًا: دعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار

وسط تحولات جيوسياسية عميقة، احتضنت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية قمة مجموعة “بريكس” الموسعة، والتي ضمّت أحد عشر عضوًا، في لقاء استثنائي طغت عليه الملفات الساخنة، من حرب غزة إلى مستقبل النظام المالي العالمي.

في الشق السياسي، أصدر قادة مجموعة “بريكس” بيانًا مشتركًا دعوا فيه إلى “وقف إطلاق نار فوري ودائم وغير مشروط” في قطاع غزة، مطالبين كذلك بـ**”الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع وجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة”**، مؤكدين أن المسار السلمي يتطلب حسن النية والانخراط الفعّال في المفاوضات.

الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا فاجأ المجتمعين باقتراح إنشاء عملة تجارية بديلة للدولار، في إطار استراتيجية تمويل جديدة لدول الجنوب العالمي.

وشدّد لولا على ضرورة إنهاء “اللامساواة الهيكلية” التي ورثها القرن الحادي والعشرين عن سابقه، مطالبًا بتعزيز دور بنك بريكس كمنصة لتحقيق تنمية عادلة تواجه الأحادية، الحمائية، وأزمة المناخ.

وقال لولا: “بنكنا ليس مجرد أداة مالية للدول النامية؛ بل هو دليل على إمكانية بناء هيكل مالي جديد”.

وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف دعم مسار الاستقلال المالي عن الغرب، مقترحًا تعزيز استخدام العملات الوطنية والأصول الرقمية، وإنشاء شبكة دفع عابرة للحدود خارج نظام “سويفت”.

وأشار إلى إمكانية دمج العملات المشفرة كوسيلة مستقبلية للتبادل التجاري، شريطة احترام القوانين التنظيمية المحلية.

في حين لم يرد اسم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب صراحة في البيان الختامي، إلا أن قمة بريكس لم تغفل الإشارة إلى الحرب التجارية التي يشنها، والتحذير من الحمائية الجمركية “العشوائية”، خاصة قبل أيام قليلة من انتهاء المهلة التي منحها ترامب لفرض رسوم جديدة بنسبة 100%.

واعتبر البروفيسور باولو بوربا، منسق مجموعة دراسة “بريكس” في جامعة ساو باولو: “من الحكمة تجنب المواجهة المباشرة مع ترامب، خاصة مع تهديداته المتكررة”.

لم تسلم أوروبا من الانتقاد، حيث رفض البيان الختامي بشدة ما وصفه بـ**”الإجراءات الحمائية الأحادية والتمييزية بذريعة المخاوف البيئية”**، في إشارة إلى لوائح إزالة الغابات التي قد تقيد صادرات الدول النامية، لا سيما المنتجات الزراعية.

وحذّر لولا دا سيلفا من هيمنة النخبة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذه التكنولوجيا يجب ألا تكون “أداة للتلاعب بأيدي أصحاب المليارات”، بل جزء من حوكمة عادلة وشاملة ومنصفة.

أكدت القمة التزام دول “بريكس+” بتعزيز التجارة بالعملات المحلية، والتوسع في الشراكات المالية جنوب-جنوب، في وقت تمثل فيه المجموعة الآن 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و26% من إجمالي الصادرات.