“أم الشيخ”.. جوهرة الجنوب التي تأسر القلوب في أعماق البحر الأحمر

في قلب الجنوب الساحر لمحافظة البحر الأحمر، وتحديدًا قرب منطقة حماطة بمدينة مرسى علم، تتلألأ جزيرة “أم الشيخ” كإحدى أروع وأصفى الجزر الطبيعية في مصر، ووجهة مثالية لعشاق الاستجمام والطبيعة الهادئة من مختلف أنحاء العالم.
رغم وجود أكثر من 40 جزيرة طبيعية على امتداد ساحل البحر الأحمر، تظل “أم الشيخ” متفردة بطابعها البكر ومياهها النقية، حيث تُعد موطنًا لمجموعة من أندر الكائنات البحرية مثل الدلافين، السلاحف الخضراء، القروش، والشعاب المرجانية النادرة، ما يجعلها بمثابة محمية مفتوحة نابضة بالحياة تستحق التأمل والاكتشاف.
تمتاز الجزيرة بشواطئها الناعمة ذات الرمال البيضاء، ومياهها اللاجوردية الفيروزية التي توفر بيئة مثالية لممارسة رياضات السباحة والغوص والسنوركلينج، حيث تغيب التيارات القوية وتخيم الأجواء الهادئة، مما يجعلها من أكثر الجزر طلبًا لدى السائحين.
يقول أحمد العنتبلي، منظم رحلات بحرية بمدينة مرسى علم، إن جزيرة “أم الشيخ” تُعد من الأيقونات السياحية الأهم في المنطقة، حيث تنطلق إليها صباح كل يوم عشرات اللنشات السياحية محملة بالسائحين، معظمهم من دول أوروبا، خاصة ألمانيا، للاستمتاع بجمال الطبيعة وممارسة الأنشطة البحرية.
ويضيف أن منطقة حماطة تزخر بعدد من الجزر السياحية المذهلة مثل:
سيال، شواريت، محابيس، وأم الشيخ، إلا أن الأخيرة تحظى بإقبال خاص بفضل هدوئها الطبيعي وما توفره من استرخاء وخصوصية يصعب العثور عليها في أماكن أخرى.
وتشهد مدينة مرسى علم انتعاشة سياحية واضحة، حيث استقبل مطار مرسى علم الدولي خلال الأسبوع الماضي أكثر من 170 رحلة دولية، منها أكثر من 15 رحلة من المطارات الألمانية وحدها، ما يعكس النمو المطرد في حركة السياحة الدولية والطلب المتزايد على المقاصد البيئية الهادئة.
يمتد البحر الأحمر على طول السواحل الشرقية لمصر، ويُعد واحدًا من أغنى البيئات البحرية في العالم، ويضم مجموعة كبيرة من الجزر الطبيعية المنتشرة بين محافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء، بعضها تم إعلانها محميات طبيعية نظراً لقيمتها البيئية الفريدة وتنوعها البيولوجي.
تحتفظ معظم هذه الجزر بطابعها البكر، كونها لم تشهد بعد تدخلات عمرانية واسعة، وهو ما جعلها مقصدًا استثنائيًا للسياحة البيئية وسياحة المغامرة والاستجمام.
وقد أولت الدولة المصرية، ووزارة البيئة تحديدًا، اهتمامًا متزايدًا بتطوير هذا النمط من السياحة المستدامة، باعتبارها أحد المحاور الأساسية في استراتيجية مصر 2030 للتنمية السياحية والبيئية، مع الحفاظ على توازن النظم الإيكولوجية.
كما تُعد مرسى علم اليوم إحدى أسرع المدن الساحلية نموًا من حيث الإقبال السياحي، خصوصًا من الأسواق الأوروبية، لما تتمتع به من تنوع بيولوجي بحري نادر، وشواطئ بكر، ومنتجعات بيئية تلبي احتياجات السائح الباحث عن الهدوء والتجربة الأصيلة بعيدًا عن الزحام التقليدي.
وتُصنف جزيرة أم الشيخ اليوم ضمن أبرز هذه المقاصد البيئية، لما توفره من تجربة ساحرة تجمع بين الطبيعة النقية والرياضات البحرية والتأمل البيئي، في بيئة محمية لا تزال بعيدة عن الصخب التجاري، ما يجعلها كنزًا سياحيًا يستحق الدعم والترويج.
تعليقات 0