هدنة غزة بين التوتر والتفاؤل.. مفاوضات محفوفة بالعراقيل ونتنياهو يلوّح بالحرب من جديد

دخلت محادثات التهدئة بين إسرائيل وحركة “حماس” يومها السادس في العاصمة القطرية الدوحة، وسط أجواء مشحونة باتهامات متبادلة ومطالب تعجيزية. ففي الوقت الذي أعلنت فيه أطراف أميركية وإسرائيلية عن “تفاؤل حذر” بقرب التوصل إلى اتفاق خلال أيام، تؤكد “حماس” استمرار العراقيل التي يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في محاولة واضحة لإفشال أي اتفاق شامل.
هناك مصادر رجّحت أن يكون هناك تقدم ملموس في المفاوضات بضغط أميركي مباشر، وسط توافق مبدئي على تقديم ضمانات لحماس، مقابل تهدئة ميدانية قد تسبق ضربة إسرائيلية محتملة لإيران.
شروط إسرائيلية جديدة وتهديدات بالعودة للحرب
في تصريحات مصورة مثيرة للجدل، اشترط نتنياهو نزع سلاح حركة “حماس” وحرمانها من أي قدرات عسكرية أو سياسية مستقبلية في غزة، وهدد صراحة باللجوء إلى الخيار العسكري إن لم تحقق المفاوضات ما تصبو إليه تل أبيب.
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أضاف شرطًا جديدًا، هو نفي قادة “حماس” إلى الخارج، باعتباره جزءًا مما سماه “الحل النهائي” لإنهاء الحرب في غزة.
رد حماس: نوايا إسرائيل خبيثة والمقاومة لن تتنازل
ردّت حركة “حماس” على التصريحات الإسرائيلية ببيان اتهمت فيه نتنياهو بتعمد إجهاض فرص التهدئة، رغم تقديمها عرضًا سابقًا يشمل صفقة تبادل شاملة، وانسحابًا كاملاً من غزة، ووقفًا دائمًا للعدوان، لكن تل أبيب رفضت هذا العرض آنذاك ولا تزال تماطل حتى اللحظة.
وأكدت الحركة أنها تتعامل مع المفاوضات بـ”مسؤولية وإيجابية”، مطالبة بضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار وتدفق غير مشروط للمساعدات الإنسانية.
ترمب يضغط لتوقيع الاتفاق.. وإيران في الخلفية
في الخلفية، يلوح الملف الإيراني بظلاله على مجريات التفاوض. فإسرائيل تواصل التهديد بتوجيه “ضربة ثانية” لإيران إذا شعرت بالخطر، فيما تؤكد تقارير أن زيارة نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن ركزت على الربط بين غزة وإيران، وتضمنت نقاشًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول ضرورة تسوية غزة قبل اتخاذ أي تحرك عسكري جديد.
ترمب من جهته وعد أكثر من مرة بإتمام صفقة غزة، مما يجعله في موقف لا يسمح بإفشال المفاوضات، حرصًا على صورته أمام الناخب الأميركي، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات.
رؤية الخبراء: الانفراجة قادمة ولكن بشروط معقدة
يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن الاتفاق بات قريبًا، وأن واشنطن لن تسمح بفشله. كما رجّح أن يشهد الأسبوع الجاري زيارة للمبعوث الأميركي للمنطقة لوضع اللمسات النهائية.
أما الدكتور سهيل دياب، المحلل السياسي الفلسطيني، فأشار إلى أن تعنت نتنياهو يعود لأسباب داخلية تتعلق بأزماته السياسية، لكنه في النهاية لا يستطيع مخالفة ترمب، ما يضعه أمام خيارين: إتمام الصفقة أو انفجار سياسي قد يطيح به.
القاهرة تتحرك دبلوماسيًا وتحذّر من كارثة إنسانية
في سياق الجهود الدبلوماسية، أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالًا بنظيره الألماني، أطلعه خلاله على تطورات المفاوضات، محذرًا من تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، وشدد على ضرورة التوصل إلى تهدئة تضمن وقف نزيف الدم الفلسطيني وتدفق المساعدات الإنسانية.
تعليقات 0