لافروف يرد على “مهلة ترامب”: موسكو تطالب بتوضيح
وتتهم الغرب بمحاولة احتواء روسيا منذ قرون

عبّر وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف عن استغراب موسكو من التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بشأن مهلة الخمسين يومًا لتسوية النزاع في أوكرانيا، مؤكدًا أن بلاده “ترغب في فهم الدوافع الحقيقية وراء هذا التصريح”، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الروسية تاس.
وخلال مؤتمر صحفي عقده على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين الصينية، قال لافروف بنبرة مشوبة بالتحفظ:”لقد رأينا سابقًا مهلًا مثل 24 ساعة و100 يوم، ولكن نود هذه المرة أن نعرف على وجه التحديد ما المقصود من مهلة الخمسين يومًا، وما الهدف من ورائها”.
وشدد لافروف على أن روسيا “لا تبني سياساتها الخارجية على الإضرار بمصالحها الوطنية أو بأمنها القومي”، مؤكدًا أن موقف موسكو ثابت، رغم الضغوط والعقوبات الغربية المتصاعدة.
كما استشهد الوزير الروسي بتصريحات للرئيس فلاديمير بوتين، قال فيها إن الخلاف مع الغرب ليس أيديولوجيًا في جوهره، بل جيوسياسيًا، معتبرًا أن محاولات “احتواء روسيا” لم تتوقف منذ العهد الإمبراطوري، مرورًا بالاتحاد السوفيتي، ووصولًا إلى روسيا الحديثة.
وكان ترامب قد فجّر موجة جديدة من الجدل بإعلانه، أمس، عن مهلة زمنية مدتها 50 يومًا للتوصل إلى اتفاق حول الأزمة الأوكرانية، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بحضور الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته.
وأشار ترامب إلى خيبة أمله من روسيا ورئيسها، معلنًا أن الولايات المتحدة ستواصل تزويد كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية، شريطة أن تتحمل أوروبا العبء المالي لذلك بالتنسيق مع حلف الناتو.
ولم يتوقف التصعيد عند هذا الحد، بل أعلن ترامب عزمه فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على واردات روسيا وشركائها التجاريين إذا لم يتم التوصل إلى تسوية خلال المهلة المحددة، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة جديدة للضغط الاقتصادي على موسكو عبر الأدوات التجارية.
تصريحات لافروف تعكس بوضوح أن موسكو لا تأخذ تصريحات ترامب كإطار تفاوضي واضح، بل تعتبرها تهديدًا غامضًا يستحق التفسير، في وقتٍ يشهد النزاع الأوكراني حالة من الجمود العسكري والسياسي، وسط استمرار إمدادات السلاح الغربية لكييف، وتكثيف العقوبات الاقتصادية ضد موسكو.
وتُعد هذه التصريحات مؤشراً إضافياً على أن العلاقات بين روسيا والغرب تدخل مرحلة جديدة من التوتر، حيث يُستخدم الاقتصاد، والدبلوماسية، وحتى الوقت، كأدوات صراع أكثر من كونها أدوات حل.
تعليقات 0