17 يوليو 2025 20:05
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الذكاء الاصطناعي يقود ثورة السيارات الذكية ويعيد رسم مستقبل الصناعة

شهدت صناعة السيارات تحوّلًا جذريًا خلال السنوات الأخيرة مع تصاعد دور الذكاء الاصطناعي في مختلف مراحل الإنتاج والتشغيل، ما أحدث نقلة نوعية غير مسبوقة نحو المركبات الذكية والقيادة الذاتية.

وتتنافس شركات كبرى مثل تسلا ومرسيدس بنز وفولفو على دمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في سياراتها لتقديم تجربة أكثر كفاءة وأمانًا للمستهلكين.

 

الذكاء الاصطناعي في التصنيع والقيادة الذاتية

قبل بروز الذكاء الاصطناعي، كانت عملية تصنيع السيارات تعتمد بشكل كبير على التدخل البشري، لكن دخول الأنظمة الذكية والروبوتات قلب المعادلة. باتت المهام التي كانت تستغرق وقتًا وجهدًا يدويًا تتم حاليًا بواسطة أنظمة دقيقة تتولى عمليات الفحص والتحكم بالجودة وإدارة سلسلة التوريد، بما يضمن تقليل الهدر وزيادة كفاءة الإنتاج.

أما على مستوى القيادة، فقد مكّنت خوارزميات التعلم الآلي المركبات من التنقل وفهم البيئة المحيطة من خلال الكاميرات وأجهزة الاستشعار، ما ساعد على تطوير نماذج متقدمة من السيارات ذاتية القيادة.

وتُشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2040، سيكون هناك أكثر من 30 مليون مركبة ذاتية القيادة على الطرقات، جميعها تعتمد على أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة.

 

تحسين السلامة وتجربة المستخدم

أسهم الذكاء الاصطناعي في تقليل حوادث المرور بنسبة تصل إلى 40% وفقًا لتقارير شركة “ماكينزي”، بفضل أنظمة المساعدة الذكية مثل التحذير من مغادرة المسار والكبح التلقائي في الطوارئ. كما ساعد على تحسين تجربة القيادة عبر تطوير مساعدين صوتيين قادرين على فهم أوامر السائق وتوفير استجابات آنية، إلى جانب تخصيص تجربة الترفيه والمعلومات بناءً على سلوك المستخدم.

 

الصيانة التنبؤية وتعزيز الكفاءة

أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال صيانة المركبات، من خلال قدرته على تحليل البيانات واكتشاف الأعطال المحتملة قبل وقوعها، وهو ما يُعرف بـ “الصيانة التنبؤية”. هذه التقنية قلّلت من تكاليف الصيانة وساعدت على إطالة عمر الأجزاء، ما يزيد من كفاءة المركبات على المدى الطويل.

كما لعب الذكاء الاصطناعي دورًا بارزًا في تحسين كفاءة سلاسل التوريد، إذ استطاع التنبؤ بجداول التسليم ومسارات الإمداد بدقة، وهو ما انعكس على زيادة الإنتاج بنسبة 20% في بعض المصانع، بحسب تقارير اقتصادية متخصصة.

 

تحديات قائمة رغم التقدم

رغم الفوائد الكبيرة، لا تزال هناك تحديات تواجه دمج الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات، أبرزها تعقيد الأنظمة التقنية والحاجة لضمان أمان البيانات وحمايتها من الاختراق. كما تبرز إشكاليات أخلاقية تتعلق باتخاذ القرار في المواقف الحرجة، إلى جانب ضعف ثقة الجمهور في سلامة القيادة الذاتية مقارنة بالقيادة البشرية.

 

مستقبل الذكاء الاصطناعي في قطاع السيارات

تشير المؤشرات إلى أن مساهمة الذكاء الاصطناعي في سوق السيارات قد تصل إلى 735 مليار دولار بحلول عام 2032، وفقًا لتقديرات مؤسسة “Zion Market Research”. وهو ما يعكس حجم الاستثمار المتوقع وتزايد الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة في قطاع يُعد من أكثر القطاعات تحولًا خلال العقد المقبل.

وفي ظل هذا التوسع، يبدو أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل تحول إلى محور رئيسي يعيد صياغة شكل صناعة السيارات، ويمنحها بعدًا تقنيًا متطورًا قد يُغيّر قواعد القيادة والتنقل في العالم.