17 يوليو 2025 21:34
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

كتّاب يرفضون أن يكونوا «بائعي بيانات»… الذكاء الاصطناعي يهدد جوهر الإبداع الأدبي

تشتدّ المعركة في الولايات المتحدة بين المؤلفين التقليديين وشركات التكنولوجيا، وسط تساؤلات متزايدة حول مستقبل الإبداع الأدبي، ودور الكاتب الإنساني في زمن تهيمن فيه الخوارزميات.

فقد باتت كتب الذكاء الاصطناعي، سواء المؤلَّفة كليًا أو جزئيًا، تُطرح في الأسواق بأسماء مستعارة أو حتى دون توضيح مصدرها، لتزاحم المؤلفات البشرية على رفوف المكتبات ومنصات البيع، بل وتتفوق أحيانًا من حيث الرواج، رغم تدني جودتها، ما يثير قلقًا عميقًا في أوساط المؤلفين.

وبينما يستخدم البعض الذكاء الاصطناعي كأداة لتسريع التأليف، كما يفعل الأميركي تيم بوشيه الذي يفاخر بتأليف 97 كتابًا في تسعة أشهر، يحذر كتّاب كثر من مخاطر الانتحال الآلي وإعادة توليد الأفكار الأدبية بأساليب مختلفة دون إذن أصحابها، وهي ممارسات يصعب تتبعها قانونيًا.

وفي خطوة أثارت الجدل، كشفت تقارير عن عرض قدمته دار النشر الأميركية «هاربر كولينز» لبعض مؤلفيها يقضي بالسماح باستخدام كتبهم المنشورة لتدريب نماذج ذكاء اصطناعي مقابل 2500 دولار فقط لكل كتاب، في عقد مدته ثلاث سنوات. بينما سبقتها دار “ويلي” بعقد أكثر سخاءً بقيمة 23 مليون دولار مع شركة تكنولوجيا.

هذا العرض قوبل برفض من كتّاب بارزين، من بينهم دانييل كيبلسميث الذي سخر من المقترح قائلًا: «ربما أوافق فقط مقابل مليار دولار». فيما عبّر أكثر من 70 كاتبًا أميركيًا عن احتجاجهم برسالة مفتوحة دعوا فيها دور النشر الكبرى إلى التوقف عن نشر كتب من إنتاج الذكاء الاصطناعي، والتأكيد على أن «الإبداع الإنساني لا يُستبدل».

الصحافة بدورها لم تسلم من التأثير، حيث رفعت صحيفة نيويورك تايمز دعوى ضد شركتي “أوبن إيه آي” و”مايكروسوفت” بتهمة استخدام محتواها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي دون إذن. وبدأت مؤسسات إعلامية أخرى توقيع اتفاقات ترخيص لحماية محتواها، بعد أن أصبحت نصوصها هدفًا للتغذية الآلية.

الارتباك القانوني يزداد، لا سيما مع صدور أحكام قضائية مؤخرًا اعتبرت استخدام الذكاء الاصطناعي لمحتوى الكتب “تحويليًا” و”عادلاً”، وهو ما اعتبره مراقبون دليلاً على أن بعض القضاة لم يستوعبوا بعد طبيعة هذه التكنولوجيا وحدودها الأخلاقية والقانونية.

وفي ظل غياب قوانين واضحة، يجد المؤلفون أنفسهم أمام خيارين: إما بيع إنتاجهم الأدبي بأثمان بخسة، أو مقاومة الزحف الرقمي بكل ما يحمل من تهديدات لجوهر الإبداع والملكية الفكرية. وبينما تستنزف شركات التكنولوجيا كل محتوى مجاني متاح، أصبح الكتّاب عُرضة لأن يُختصر دورهم في لقب «بائعي بيانات».