18 يوليو 2025 00:57
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

جنوب مصر في قبضة الطبيعة الغاضبة.. الحزام المداري يفرض سطوته

وسحب رعدية تعصف بالأجواء

عواصف ترابية، رياح هابطة، وسحب رعدية تتقدّم كجيوش صيفية نحو الجنوب المصري.. مشهد استثنائي يعيد تشكيل خريطة الطقس، ويكشف الوجه الجديد لصيف لم يعد كما كان.

في تصريح مثير للقلق، أكدت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، أن ما تشهده مناطق الجنوب من تقلبات جوية حادة ناتج عن امتداد الحزام المداري—وهو شريط من السحب الرعدية الموسمية التي كانت تقتصر سابقًا على مناطق مثل السودان وإثيوبيا، لكنها باتت تتوغّل إلى داخل جنوب مصر.

السحب الرعدية لم تأتِ وحدها، بل حملت معها رياحًا هابطة شديدة أثارت الرمال في طريقها، فتدهورت الرؤية الأفقية بشكل حاد في مناطق أبو سمبل، أسوان، الأقصر، مرسى علم، حلايب وشلاتين، وسط تحذيرات للمواطنين من القيادة أو الخروج دون احتياطات.

تقول غانم: “انخفضت الرؤية في بعض المناطق إلى أقل من 1000 متر، ما يستوجب الحذر الشديد أثناء التنقلات”.

بحسب توقعات هيئة الأرصاد، تستمر العاصفة الترابية والمطرية حتى مساء الخميس، على أن تبدأ حدتها في التراجع اعتبارًا من يوم الجمعة، مع استمرار فرص سقوط أمطار رعدية متفرقة على جنوب البحر الأحمر، لا سيما في حلايب وأبو سمبل. ويُنتظر أن تستقر الأجواء بحلول السبت.

وضع منار غانم يدها على الجرح الأعمق قائلة إن ما يحدث حاليًا ليس مجرد تقلبات وقتية، بل هو دليل دامغ على تأثيرات التغير المناخي، مشيرة إلى أن امتداد الحزام المداري بهذا الشكل “لم يكن مألوفًا قبل خمس أو عشر سنوات”، لكنه بات مشهدًا متكررًا في شهري يوليو وأغسطس مؤخرًا.

مع اشتداد الأتربة وهبوط الرؤية، دعت هيئة الأرصاد المواطنين إلى ارتداء الكمامات عند الخروج لتجنب استنشاق الرمال العالقة في الجو، والقيادة بحذر على الطرق الصحراوية والمناطق المتأثرة، مؤكدة أن الوقاية تبدأ من الوعي.