فرنسا تغلق آخر قواعدها العسكرية في السنغال.. نهاية 60 عامًا

أعلنت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) أن فرنسا سلّمت رسميًا آخر قاعدتين عسكريتين لها في السنغال، لتنهي بذلك أكثر من ستة عقود من الوجود العسكري الفرنسي في واحدة من أبرز الدول الحليفة لباريس بغرب القارة.

جاء هذا الانسحاب ضمن إعادة تشكيل واسعة للسياسة العسكرية الفرنسية في إفريقيا، في ظل تصاعد الضغط الشعبي والرسمي في عدد من العواصم الإفريقية المطالبة بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي، خاصة الفرنسي، الذي استمر في بعض الدول منذ مرحلة الاستعمار وحتى القرن الحادي والعشرين.

وكانت السنغال، رغم استقلالها، تحتفظ بوجود قواعد فرنسية ضمن اتفاقيات دفاع ثنائية، لكنها بدأت مؤخرًا مفاوضات مباشرة لتقليص هذا الوجود تدريجيًا، وصولاً إلى هذه اللحظة الفارقة.

يُنظر إلى الانسحاب من السنغال على أنه جزء من إعادة التمركز الاستراتيجي لفرنسا في إفريقيا، بعد سلسلة من الانتكاسات السياسية والعسكرية التي تعرضت لها باريس في دول الساحل وغرب إفريقيا، حيث تزايدت الدعوات لطرد القوات الأجنبية، وبرزت نزعة إفريقية قوية نحو الاستقلال السيادي الكامل في ملفات الدفاع والأمن.

التحول الجيوسياسي الذي تشهده إفريقيا يكشف عن تآكل تدريجي للدور الفرنسي التقليدي، مقابل صعود تحالفات جديدة ومصالح إقليمية ودولية تنافس باريس على النفوذ، في ظل سياق دولي معقد ومتغير يعيد صياغة موازين القوى في القارة السمراء.