18 يوليو 2025 10:47
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مقاربات واقعية تُطرح في مفاوضات الدوحة والاتفاق بيد واشنطن

كشف مصدر في حركة “حماس” مطّلع على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، أن هناك مقاربات واقعية تُطرح حالياً في محادثات الدوحة، لكنه شدد على أن التوصل إلى اتفاق “يتوقف بشكل أساسي على موقف الولايات المتحدة، التي تملك أدوات الضغط على الاحتلال الإسرائيلي”.

وأشار المصدر إلى أن “الخرائط الجديدة التي قدمها الاحتلال، والتي تُظهر تراجعاً عن خرائط سابقة لمنطقة موراغ، تمثل خطوة إيجابية، وقد تُساهم في تهيئة المناخ السياسي للتوصل إلى اتفاق”.

وأوضح أن “الحركة معنية بإنهاء العدوان ووقف الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتمتلك رؤية واضحة نحو اتفاق شامل، يشمل صفقة تبادل أسرى تبدأ بإطلاق سراح عشرة منهم كمرحلة أولى”.

لكنه أكد أن “أي تقدم حقيقي يجب أن يُبنى على انسحاب إسرائيلي واضح من قطاع غزة، وهو شرط أساسي لا يمكن تجاوزه”.

تأتي هذه التطورات وسط مفاوضات غير مباشرة تجري منذ أكثر من أسبوع في العاصمة القطرية برعاية مصرية وقطرية وأميركية، في محاولة للتوصل إلى هدنة ثالثة بعد اتفاقي ديسمبر 2023 ويناير 2025.

ووفق تقارير إسرائيلية، فقد أبدت حكومة بنيامين نتنياهو استعداداً للانسحاب من محور موراغ جنوب قطاع غزة، وهو ما اعتُبر من نقاط الخلاف الرئيسية في المحادثات.

ونقلت القناة “12” الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب من فريقه التفاوضي إبداء مرونة سعياً للتوصل إلى اتفاق، فيما تحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن احتمال انسحاب من مناطق أخرى داخل القطاع، استجابة لضغوط متزايدة من الوسطاء الدوليين.

لكن في المقابل، نقلت “رويترز” عن مسؤولَين في “حماس” أن الخلافات ما زالت قائمة، خصوصاً بشأن الخرائط التي تُظهر بقاء السيطرة الإسرائيلية على 40% من القطاع، إلى جانب آلية إيصال المساعدات، وغياب الضمانات الدولية التي تطالب بها الحركة لإنهاء الحرب.

الخبير العسكري اللواء سمير فرج أشار إلى أن التراجع الإسرائيلي عن محور موراغ “قد يُحدث انفراجة، لكن لم يُترجم حتى الآن على أرض الواقع”.

أما المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون فرأى أن سلوك نتنياهو ما زال يشير إلى تمسكه بخطط التهجير، وأن ما يجري هو محاولة لخلق وقائع ميدانية تُستخدم كورقة ضغط تفاوضية، وليس بالضرورة تمهيدًا لانسحاب حقيقي.

من جانبه، قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إن المفاوضات “تسير على نحو جيد”، مؤكداً إحراز “تقدم مهم”، لكن دون الكشف عن تفاصيل أو جدول زمني.

واختتم المصدر في “حماس” بالتأكيد على أن الحركة تسعى إلى ضمانات واضحة وملزمة تشمل انسحاباً كاملاً، ووقف العدوان، وإدخال المساعدات، خلال فترة زمنية لا تتجاوز 60 يوماً، مع آلية دولية تضمن تنفيذ الاتفاق بالكامل.