محكمة فرنسية تفرج عن “مانديلا العرب” جورج عبد الله بعد 41 سنة سجن

أصدرت محكمة الاستئناف في العاصمة الفرنسية باريس قرارها النهائي بالإفراج عن المناضل اللبناني جورج عبد الله، أقدم سجين سياسي في أوروبا، بعد أن قضى 41 عامًا خلف القضبان.

القرار، الذي صدر يوم الخميس، أثار ردود فعل واسعة، خاصة أنه جاء رغم محاولات عرقلة من قبل الولايات المتحدة وضغوط مباشرة مارستها على السلطات الفرنسية.

وبحسب ما أكد محامي عبد الله، جان لويس شالانسيه، فإن الإفراج عن موكله سيتم رسميًا في 25 يوليو الجاري، بعد سنوات من المعارك القضائية والضغط الشعبي والسياسي، لا سيما في الأوساط الداعمة للقضية الفلسطينية والمناهضة للإمبريالية الغربية.

جورج عبد الله، البالغ من العمر حاليًا 73 عامًا، كان قد اعتُقل عام 1984 في فرنسا بتهمة حيازة أوراق ثبوتية مزورة، إلا أن التهم سرعان ما تطورت إلى ما هو أكبر؛ حيث أُدين عام 1987 بتهم تتعلق بالتواطؤ في اغتيال الدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف برسيمانتوف، والدبلوماسي الأمريكي تشارلز روبرت داي، في باريس عام 1982، بالإضافة إلى محاولة اغتيال القنصل الأمريكي في ستراسبورج عام 1984.

لقّب عبد الله بـ”مانديلا العرب” نظرًا لطول مدة سجنه، وإصراره على التمسك بمواقفه السياسية المناهضة للاستعمار والإمبريالية، ورفضه لأي مساومة على حساب المبادئ التي ناضل من أجلها، حيث ظل متمسكًا بدعمه للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، ورافضًا لأي اعتذار أو طلب عفو رسمي، ما جعله رمزًا عالميًا للصمود السياسي والنضال الثوري.

تجدر الإشارة إلى أن القضاء الفرنسي سبق وأن وافق أكثر من مرة على الإفراج المشروط عن عبد الله منذ 2003، إلا أن التدخلات السياسية، لا سيما الأمريكية، كانت تؤدي دائمًا إلى عرقلة التنفيذ. ويُعد هذا القرار الأخير انتصارًا قانونيًا ومعنويًا للمدافعين عن قضيته، الذين نظموا حملات دولية واسعة للمطالبة بالإفراج عنه.