الصين تواصل شراء الذهب لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي

تواصل الصين تعزيز احتياطاتها من الذهب في خطوة استراتيجية تهدف إلى تقليص اعتمادها على الدولار الأمريكي، خاصة بعد تصاعد التوترات الجيوسياسية والعقوبات الغربية على روسيا، والتي اعتُبرت من جانب بكين مؤشرًا خطيرًا على ما يُعرف بـ”تسليح الدولار”.

ومنذ نوفمبر 2022، بدأ بنك الشعب الصيني شراء الذهب بوتيرة متسارعة، حيث أضاف 62 طنًا بنهاية ذلك العام، مما رفع احتياطاته إلى أكثر من 2000 طن لأول مرة.

وخلال عام 2023، بات البنك المركزي الصيني أكبر مشترٍ للذهب عالميًا، بإجمالي 225 طنًا، واستمر في الشراء خلال عام 2024 بإضافة 44 طنًا أخرى، لتصل الاحتياطات رسميًا إلى 2,299 طنًا بحلول يونيو 2025.

غير أن محللين اقتصاديين يعتقدون أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى بكثير من المُعلَن. إذ يقدّر الخبير يان نيوينهايس أن الصين ربما تمتلك نحو 5,065 طنًا من الذهب، مستندًا في ذلك إلى بيانات صادرات الذهب من المملكة المتحدة إلى الصين، والتي يُرجّح أنها مرتبطة بتحركات البنك المركزي الصيني، خصوصًا في الأوقات التي يكون فيها سعر الذهب في بورصة شنغهاي أدنى من سعره في بورصة لندن.

وبحسب خبراء مثل بارت ميليك من “تي دي سيكيوريتيز”، فإن الصين تسعى من خلال هذه السياسة إلى تنويع احتياطاتها البالغة 3.3 تريليون دولار، التي لا يشكل الذهب سوى 6.7% منها، وذلك لتقليل التعرض لتقلبات الدولار والعقوبات الغربية المحتملة، إلى جانب تقوية موقفها الاقتصادي عالميًا.