رسوم ترامب المقترحة على القهوة تهدد مزارعي هاواي بدلًا من دعمهم

حذّرت شبكة “بلومبرج” من أن الرسوم الجمركية المقترحة على واردات القهوة من البرازيل وفيتنام، والتي يلوّح بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد تضر مزارعي القهوة في الولايات المتحدة بدلًا من دعمهم، رغم أن هاواي تُعد الولاية الوحيدة المنتجة للقهوة محليًا.

ورغم أن هذه الرسوم تبدو على السطح كوسيلة لتعزيز المنتج المحلي، إلا أن مزارعي هاواي، ولا سيما منتجي قهوة “كونا” الفاخرة، يرون أن الخطوة ستكون ذات أثر عكسي، لعدة أسباب أبرزها تراجع الطلب العام على القهوة بسبب ارتفاع الأسعار، وهو ما يدفع المستهلكين للبحث عن بدائل أرخص مثل مشروبات الطاقة.

ويقول بعض المزارعين: “إذا شعر المستهلك أن كوب القهوة اليومي بات مكلفًا، فلن يتحول إلى شراء القهوة الفاخرة، بل سيتوقف عن شراء القهوة تمامًا ” .

تكشف بيانات وزارة الزراعة الأمريكية أن الإنتاج المحلي للقهوة في هاواي لا يمكنه بأي حال تلبية احتياجات السوق الأمريكي، حيث بلغ الإنتاج حوالي 12 ألف طن من كرز القهوة هذا الموسم فقط، في حين أن الولايات المتحدة استوردت أكثر من 450 ألف طن من القهوة غير المحمصة من البرازيل وحدها خلال العام الماضي.

كما أن هاواي تعاني من معوقات حقيقية تمنع توسيع الإنتاج، مثل قلة الأراضي الصالحة للزراعة، واليد العاملة المرتفعة التكاليف، إلى جانب القيود المناخية التي تجعل من الصعب زيادة الإنتاج.

يرى خبراء الاقتصاد، بحسب بلومبرج، أن فرض رسوم جمركية على القهوة لن يعود بفائدة تُذكر على الاقتصاد المحلي، بخلاف صناعات أخرى يمكن تصنيعها أو زراعتها داخل الولايات المتحدة. فالقهوة ببساطة تحتاج مناخًا استوائيًا نادرًا داخل حدود أمريكا، وهو ما يجعل أي سياسة حمائية بهذا الشكل عبئًا إضافيًا على المستهلك والمزارع على حد سواء.

وبالإضافة إلى ذلك، قد تتضرر شركات كبرى تعمل في استيراد وتوزيع القهوة، ما قد ينعكس على سلاسل التوريد والتوظيف، في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأمريكي بالفعل من آثار التضخم.

الرسوم الجمركية، وإن كانت تُطرح كوسيلة لحماية الإنتاج المحلي، قد تصبح معول هدم لصناعة القهوة الأمريكية الصغيرة والمتميزة، خاصة في هاواي، التي تخشى أن تتحول السياسات الاقتصادية إلى ضربة في مقتل بدلاً من دعمها في ظل المنافسة العالمية الشرسة.