21 يوليو 2025 10:11
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الصين تُطلق خطة إنقاذ سكاني: 500 دولار سنويًا لكل طفل

لمواجهة "الانقراض البطيء"

أعلنت الحكومة الصينية عن خطة دعم مالي وطنية غير مسبوقة تهدف إلى تحفيز الإنجاب وتدارك التراجع الحاد في معدلات المواليد، عبر تقديم إعانة سنوية قدرها 3600 يوان (نحو 500 دولار أمريكي) لكل طفل حتى سن الثالثة.

تأتي هذه الخطوة في وقت تسجل فيه الصين أحد أدنى معدلات الخصوبة في العالم، بمتوسط طفل واحد فقط لكل امرأة، في حين يبلغ معدل الإحلال السكاني 2.1 طفل، ما ينذر بتحولات كارثية على المدى القريب.

بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن المرسوم الحكومي الذي نشر على مواقع محلية لم يحدد بعد موعد بدء تنفيذ الخطة أو آلية صرف الدعم، رغم كونه أول تحرك رسمي على المستوى الوطني بعد محاولات متفرقة من حكومات محلية فشلت في إحداث اختراق حقيقي.

وترى الحكومة الصينية أن التراجع الديموغرافي يضع عبئًا متزايدًا على سوق العمل، ونظام الرعاية الصحية، ومعاشات التقاعد.

ورغم أهمية الدعم الرمزي، إلا أن خبراء ديموغرافيا يرون أنه غير كافٍ لإحداث “انقلاب سكاني”، في ظل الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف تربية الأطفال.

تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد المتزوجين الجدد في 2024 بلغ 6.1 مليون فقط، بانخفاض 21% عن العام السابق، وهو الأدنى منذ بدء تسجيل البيانات عام 1986.

ويُتوقع أن يقل عدد المواليد هذا العام عن 9 ملايين طفل، أي أقل من نصف العدد الذي سُجّل في عام 2016.

ساهمت قضايا مثل فضيحة التسمم بالرصاص في رياض الأطفال بمقاطعة قانسو — التي أصابت أكثر من 230 طفلًا — في تأجيج قلق الأسر من مستقبل أبنائهم. أحد المواطنين كتب غاضبًا: “إذا كان هذا هو الواقع الذي سيواجهه طفلي، فلماذا أنجبه من الأساس؟”.

رغم إجراءات مثل تأخير سن التقاعد، ترى الباحثة “إيلاريا ماتزوكو” من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، أن الاستجابات الحكومية لا تزال “مجزأة ومحدودة”، مشيرة إلى أن تجارب كوريا الجنوبية واليابان تؤكد أن سياسات تشجيع الإنجاب تتطلب رؤية طويلة الأمد وتغييرات هيكلية شاملة.

وفي مؤشر واضح على حجم الأزمة، أغلقت الصين أكثر من 20 ألف روضة أطفال خلال عام واحد، مما أدى إلى تسريح نحو ربع مليون معلم ومعلمة، وهو ما يعكس التحول الحاد في التركيبة السكانية.