23 يوليو 2025 22:37
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

“ناشيونال إنترست”: إيران تسرّع خطواتها النووية… و”حرب لا تنتهي” تلوح في الأفق

ما لم يتحقق اتفاق تفاوضي

حذّرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية في تقرير تحليلي جديد من أن الجمود السياسي في ملف المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران قد يدفع إيران إلى تسريع وتيرة سعيها نحو امتلاك سلاح نووي، في تطور يُنذر بانفجار أزمة إقليمية قد تتحول إلى صراع مفتوح طويل الأمد.

وقالت المجلة إن غياب الاتفاق مع الولايات المتحدة يشكّل دافعًا حاسمًا لطهران للمضي قدمًا في برنامجها النووي، لا سيما في ظل بيئة إقليمية متقلبة وتشهد تحولات عميقة بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 التي غيّرت قواعد الردع التقليدية، ورفعت مستويات الخطأ في الحسابات بين اللاعبين الإقليميين والدوليين.

وسلّط التقرير الضوء على القرار الإيراني بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2 يوليو الجاري، واصفًا هذه الخطوة بـ”المحورية”، إذ قد تكون تمهيدًا غير مباشر لانسحاب طهران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

واعتبرت المجلة أن إيران تنتهج سياسة “الغموض النووي” عبر وقف التعاون مع الوكالة، لكنها في الوقت نفسه تترك الباب مواربًا للعودة بشروط، في مراوغة سياسية محسوبة لإبقاء التفاوض خيارًا قائمًا، وفي حال فشل هذا الخيار، فإنها تملك “سلّمًا تصعيديًا” نحو امتلاك القنبلة النووية.

السيناريو الأسوأ، بحسب المجلة، يتمثل في انهيار كامل للمحادثات بسبب إصرار إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم.

وفي هذه الحالة، من المرجح أن يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتجاه ضربات عسكرية أمريكية أو إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشارت المجلة إلى أن الرئيس الأمريكي،دونالد ترامب، الذي يُتوقع أن يلعب دورًا بارزًا في المرحلة المقبلة، قد يُفضّل سياسة الإكراه العسكري على الدبلوماسية، مما يزيد احتمالات الانزلاق نحو صراع طويل الأمد.

توقعت “ناشيونال إنترست” أن يؤدي هذا التصعيد إلى ما وصفته بـ”حرب لا تنتهي”، تتكبد فيها الأطراف المعنية، خصوصًا إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، خسائر بشرية ومادية فادحة، في ظل احتمالية أن تلجأ طهران إلى شن هجمات قاسية على قواعد ومصالح أميركية وإسرائيلية في الشرق الأوسط.

وختمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أن الحل الوحيد لتفادي الكارثة يتمثل في إحياء اتفاق نووي شامل، يعالج مخاوف جميع الأطراف ويمنح طهران حوافز مقابل التراجع عن التخصيب، معتبرة أن الكرة في ملعب ترامب، الذي قد يملك فرصة لإثبات صدقه في تحقيق السلام… إن أراد.