إسرائيل تحتفل بـ”نصر رمزي” في تبليسي: مباراة رياضية قطرية – إسرائيلية
تُوظف في سياق الحرب على غزة

إسرائيل تحتفل بـ”نصر رمزي” في تبليسي ،ففي الوقت الذي تُزهق فيه أرواح الفلسطينيين في قطاع غزة وتئن المستشفيات تحت وطأة القصف والحصار، احتفلت وسائل الإعلام الإسرائيلية صباح اليوم السبت بـ”حدث رياضي غير مسبوق”، تمثّل في مواجهة مباشرة جمعت بين مبارز قطري ونظيره الإسرائيلي في بطولة العالم للمبارزة المقامة في تبليسي، جورجيا.
صحيفة “إسرائيل هيوم” اليمينية لم تُخفِ نشوتها، إذ وصفت اللقاء بأنه “اختراق تاريخي”، معتبرة أن موافقة القطري محمد عبد الله على منازلة الإسرائيلي جوناثان كوهين تمثل “تحولاً إقليميًا في مسار التطبيع الرياضي”.
ورغم خسارة اللاعب القطري، إلا أن الرسالة السياسية كانت هي النصر الحقيقي من وجهة النظر الإسرائيلية.
الصحيفة لم تغفل الربط بين هذا الحدث وبين الطموحات القطرية في استضافة الأولمبياد، مشيرة إلى أن قطر، رغم حملات التنديد الإعلامية التي تبثها قنواتها بشأن الحرب على غزة، تسير بخطى “استراتيجية ناعمة” في اتجاهات تطبيعية متزايدة.
في المقابل، تساءلت أوساط إسرائيلية بلهجة لا تخلو من السخرية عن ازدواجية الموقف القطري، إذ تواصل قناة الجزيرة بث تقارير مؤثرة عن الجوع والمجازر في غزة، و”العدوان الإسرائيلي على المدنيين”، بينما تخوض قطر ما تسميه إسرائيل “مواجهات سلمية في ساحات الرياضة”.
هذا التناقض، بحسب الرؤية الإسرائيلية، يُظهر ما وصفوه بـ”انفصام الأداء الإعلامي والسياسي”، حيث تُقدِّم الجزيرة نفسها كمنبر للدفاع عن القضية الفلسطينية، بينما تسمح الدوحة بما تعتبره تل أبيب “اعترافًا ضمنيًا بشرعية تمثيل إسرائيل في المحافل الدولية”.
ليست هذه المرة الأولى التي تشارك فيها إسرائيل في فعاليات رياضية تستضيفها قطر، لكن الجديد هذه المرة هو المواجهة المباشرة، التي طالما تجنبتها دول عربية وإسلامية، في مقدمتها إيران، ولبنان، والجزائر، والسعودية. وهو ما يمنح إسرائيل، بحسب محللين، “رصيدًا سياسيًا ومعنويًا” تُوظفه بعناية على المستوى الدولي، حتى في خضم حملتها العسكرية في غزة.
تُعيد هذه الواقعة تسليط الضوء على تداخل الرياضة بالسياسة، خاصة في منطقة تتسم بتعقيدات جيوسياسية وإنسانية عميقة. فبينما يرى البعض في اللقاءات الرياضية فرصة لـ”تجسير الفجوات”، يعتبرها آخرون “أداة ناعمة للتطبيع وتلميع صورة الاحتلال”، خصوصًا عندما تُوظف دعائيًا في لحظات دامية مثل التي يشهدها القطاع المحاصر.
تعليقات 0