من التجارب البحثية إلى مستقبل الأمن الغذائي..مدبولى يتفقد محطة تحلية المياه

أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جولة تفقدية لمحطة التجارب البحثية لتحلية مياه البحر بمدينة العلمين الجديدة، مؤكدًا أن الدولة تضع ملف تحلية المياه في مقدمة أولوياتها الاستراتيجية لتحقيق الأمن المائي والغذائي معًا.

وفي مستهل الجولة، شدّد مدبولي على أن تحلية مياه البحر لم تعد خيارًا، بل ضرورة وطنية، مشيرًا إلى سعي الدولة إلى توسيع نطاق الاعتماد على المياه المحلاة كأحد محاور التنمية المستدامة، من خلال إدخال أحدث تقنيات التحلية لتعظيم إنتاجية المحطات وكفاءتها التشغيلية.

وأوضح رئيس الوزراء أن التجارب البحثية المقامة بالمحطة لا تقتصر على الجانب الهندسي أو التقني، بل تمتد إلى إجراء تجارب زراعية فعلية باستخدام المياه المحلاة، بهدف استكشاف مدى ملاءمتها لزراعة أصناف متنوعة من الخضر والفاكهة، بما يُعزز فرص الاستثمار الزراعي في المناطق الساحلية ويُسهم في توسيع الرقعة الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

واستمع مدبولي خلال جولته إلى شرح مفصل من المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، حول إمكانات المحطة ودورها المحوري في دعم أبحاث التربة والمياه، بالتعاون مع وزارة الزراعة، خاصة من خلال مركزي بحوث الزراعة والصحراء، حيث تُجرى حاليًا تجارب زراعية لمحاصيل قصيرة العمر وغير شحيحة في استهلاك المياه.

وأشار الشربيني إلى أن نجاح هذه التجارب سيضع العلمين الجديدة على خريطة الاستثمار الزراعي الذكي، من خلال تحويل أجزاء من الساحل الشمالي إلى مراكز إنتاج زراعي حديث، تعتمد على تكنولوجيا الري الموفر والمياه المحلاة، بما يدعم خطة الدولة نحو تنمية المناطق الجديدة ورفع كفاءتها الإنتاجية.

من جانبه، قدّم الدكتور حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء، تصورًا علميًا حول التركيبات المحصولية الأنسب للمنطقة، مع تحديد معدلات استهلاك المياه لكل محصول، مما يضمن ترشيد الموارد وتحقيق أعلى إنتاجية بأقل كلفة مائية.

جولة مدبولي في محطة تحلية المياه بمدينة العلمين لم تكن مجرد تفقد لمشروع هندسي، بل تأكيد واضح على أن أمن المياه والزراعة وجهان لعملة واحدة في معادلة التنمية، وأن الدولة تمضي بخطى علمية نحو استغلال كل قطرة مياه لتحقيق نهضة زراعية في قلب المناطق الجديدة.