تخريج 100 متعافٍ بمركز العزيمة بمطروح وسط دعم رسمي وتأهيل شامل للحياة

شهد مركز العزيمة لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان بمدينة مطروح حفل تخريج 100 متعافٍ، أنهوا رحلتهم العلاجية الطويلة وانتقلوا من ظلمة الإدمان إلى نور الحياة الجديدة، وسط احتفاء كبير من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، ومشاركة رسمية بارزة من محافظة مطروح.
وجاء الحفل بحضور الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، واللواء مجدي الوصيف، سكرتير عام محافظة مطروح، نيابة عن المحافظ اللواء خالد شعيب، في لحظة اعتبرها الحضور انتصارًا على الإدمان، وانطلاقة حقيقية لحياة جديدة للمُتعافين.
يُعد مركز العزيمة بمطروح أحد أبرز الإنجازات التي افتتحها السيد رئيس الجمهورية ضمن ثلاث مراكز علاجية جديدة للصندوق في البحر الأحمر وبورسعيد ومطروح، ليرتفع عدد المراكز التابعة لصندوق مكافحة الإدمان إلى 34 مركزًا موزعة على 19 محافظة، جميعها تقدم خدمات علاجية مجانية عبر الخط الساخن “16023”.
وخلال جولة تفقدية داخل المركز، استعرض الدكتور عثمان واللواء الوصيف ما يحتويه من إمكانيات تضاهي أرقى مراكز العلاج عالميًا، حيث يضم قاعات للتأهيل النفسي، وفصول محو أمية، وصالات رياضية، ومسرح، ومكتبة، ومطعم، بالإضافة إلى ورش تدريب مهني مصممة خصيصًا لتأهيل المتعافين لسوق العمل.
ليست مجرد رحلة علاج، بل قصة إنسانية مكتملة الأركان، هكذا وصفها المتعافون بعد استلامهم شهادات التقدير من الدكتور عثمان، الذي لم يخفِ سعادته بقدرتهم على تخطي واحدة من أصعب معارك الحياة.
وأكد في كلمته أن الصندوق سيواصل دعم المتعافين من خلال برامج التأهيل المهني وتوفير قروض لمشروعات صغيرة ضمن مبادرة التمكين الاقتصادي بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعي.
وأوضح أن البرنامج التأهيلي في مراكز العزيمة لا يقتصر على العلاج فقط، بل يشمل التأهيل النفسي، العلاج المعرفي السلوكي، التمارين الرياضية، الدعم المجتمعي، والأنشطة اليومية، بما يضمن للمتعافين بيئة مستقرة وآمنة للعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية.
وأعرب اللواء مجدي الوصيف عن إعجابه الشديد بما شاهده من خدمات داخل المركز، ناقلًا تحيات وشكر اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، مشيرًا إلى أن المحافظة ستظل داعمة لكافة أنشطة المركز، في ظل توجه الدولة للحفاظ على شبابها كأهم مواردها.
وأكد الوصيف أن مركز العزيمة ليس فقط مركزًا للعلاج، بل مؤسسة متكاملة تعيد بناء الإنسان نفسيًا، اجتماعيًا، ومهنيًا، ليعود عنصرًا فاعلًا في المجتمع.
ولأن الإدمان لا ينتهي عند توقف التعاطي، أطلق الصندوق برنامج “تعافي” الذي يمتد إلى ما بعد العلاج، ويشمل جلسات دعم نفسي وتثقيفي، أنشطة ترفيهية، تدريب على مهارات حياتية، وتأهيل مجتمعي شامل لضمان عدم الانتكاسة، بل وتحويل المتعافي إلى نموذج ملهم لغيره.
ويستمر المركز في تقديم خدماته لأبناء مطروح والمحافظات المجاورة، حيث استفاد من خدماته قرابة 11 ألف متردد خلال 5 سنوات، في دليل على فاعلية النموذج العلاجي الذي يجمع بين الرعاية الطبية والإنسانية.
تعليقات 0