28 يوليو 2025 14:16
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الفاشر تختنق جوعًا: حصار الدعم السريع يُدخل عاصمة شمال دارفور

مرحلة "المأساة الإنسانية" وسط غياب الإغاثة وتصاعد الوفيات

تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ما أدى إلى انهيار شبه كامل في توفر الغذاء والدواء، وانتشار المجاعة في أرجاء المدينة ومخيمات النزوح التابعة لها، بحسب تقارير ميدانية وبيانات رسمية.

مجاعة تتسع

كشفت غرف طوارئ شمال دارفور أن 88% من المواد الغذائية الأساسية اختفت من المدينة، مؤكدين أن الأزمة تجاوزت “مرحلة التحذير” إلى “مرحلة المأساة الإنسانية”، حيث لم تعد مشاهد الهزال وسوء التغذية قاصرة على الأطفال، بل باتت طاغية في كل المخيمات والمجتمعات المضيفة.

ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فإن 38% من الأطفال دون سن الخامسة في مواقع النزوح داخل الفاشر يعانون من سوء تغذية حاد، من بينهم 11% في حالة حرجة.

في مشهد بالغ القسوة، توقفت المطابخ المجانية التي كانت تقدم وجبات للنازحين، بحسب الناشط محمد الرفاعي، نتيجة نفاد المخزون الغذائي بالكامل، ولم يعد متاحًا سوى وجبات “الأمباز” – بقايا فول سوداني وسمسم تُستخدم عادة علفًا للحيوانات – والتي أصبحت الغذاء الوحيد لآلاف الأشخاص، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات.

أسعار نارية وقنابل

الفاشر تختنق جوعًا: حصار الدعم السريع يُدخل عاصمة شمال دارفور - 1 - سيناء الإخبارية

ارتفعت أسعار ما تبقى من السلع بشكل جنوني، إذ سُجّل سعر جوال الدخن – الغذاء الأساسي للسكان – بـ 4.2 مليون جنيه سوداني (نحو 1750 دولارًا)، كما توقعت مصادر تجارية نفادًا تامًا للدخن خلال أيام.

ورغم أن سوق نيفاشا الواقع داخل مخيم أبو شوك لا يزال يعمل جزئيًا، إلا أنه يتعرض يوميًا للقصف المدفعي من قوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين وتدمير أجزاء واسعة منه.

تشير تقارير ميدانية إلى أن قوات الدعم السريع نشرت مئات المقاتلين على جميع الطرق المؤدية إلى الفاشر، ومنعت دخول الإغاثة والسلع الطبية، كما حفرت خنادق عميقة حول المدينة لتشديد الحصار.

وأكدت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك أن المخيم يعاني من انعدام تام في الغذاء والرعاية الصحية، وتزايد حالات سوء التغذية، في وقت بلغ فيه معدل الوفيات 4 حالات أسبوعيًا، مع صعوبة الوصول إلى المياه نتيجة نقص الوقود اللازم لتشغيل الآبار.

وفي بيان شديد اللهجة، قال مجلس تنسيق غرف طوارئ شمال دارفور:”نؤكد بأسى بالغ أننا نشهد حالات وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية… إنها خسارة لا تُعوض ولا يجوز السكوت عنها”.

ودعا المجلس المنظمات الدولية والجهات المعنية إلى تدخل فوري على مدار الساعة، محمّلًا إياهم المسؤولية الأخلاقية والإنسانية الكاملة، ومؤكدًا أن كل تأخير يعني فقدان مزيد من الأرواح البريئة.