مصر تُعلن النصر الطبي الأكبر: أول دولة في العالم تُهزم فيروس سي

في لحظة تاريخية حبست أنفاس العالم، دوّى في أروقة منظمة الصحة العالمية إعلانٌ طالما انتظرته البشرية: مصر أصبحت أول دولة في العالم تحقق “المستوى الذهبي” في القضاء على فيروس التهاب الكبد C.

لم تكن مجرد شهادة تقدير، بل كانت وسامًا عالميًا يُتوّج أعوامًا من العمل الطبي الشاق، والقيادة السياسية الواعية، والإرادة الشعبية الفولاذية.

من وباء يفتك بالأرواح إلى نصر على المرض

منذ سنوات، كانت مصر تتصدر قوائم الإصابة بفيروس C بنسبة انتشار تخطّت 10%، لتتحول الآن إلى نموذج عالمي في الانتصار على واحد من أخطر الأمراض الفيروسية المزمنة، بعد أن انخفض معدل الانتشار إلى 0.38% فقط.

قال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في كلمته أمام العالم: “مصر لم تهزم الفيروس فقط، بل أعطت الأمل لكل الشعوب بأن المستحيل يمكن أن يُنجز”.

كان عام 2018 نقطة تحول فاصلة، حين أطلقت القيادة السياسية المبادرة الرئاسية “100 مليون صحة”، التي تحولت في غضون شهور إلى أضخم حملة صحية على مستوى العالم:

60 مليون مواطن خضعوا للفحص المجاني.

4.3 مليون مصاب تلقوا العلاج الحديث بالمجان.

نسبة شفاء تفوق 99% باستخدام أدوية محلية الصنع.

انخفاض معدل الوفيات بنسبة 35% منذ بدء الحملة.

هذه الأرقام لم تكن مجرد إنجازات محلية، بل مثّلت:

70% من حجم العلاج في إقليم شرق المتوسط.

35% من علاج المصابين على مستوى العالم.

وفي إنجاز موازٍ، أعلنت منظمة الصحة العالمية في ديسمبر 2024 أن مصر أصبحت أول دولة في إقليم شرق المتوسط تسيطر على فيروس التهاب الكبد B، بعد أن خفضت معدلات الإصابة بين الأطفال حديثي الولادة إلى أقل من 5%، مع الحفاظ على معدل تغطية تطعيم يتجاوز 90%.

خلال احتفالية عالمية باليوم العالمي لالتهاب الكبد (28 يوليو)، سلّم مدير منظمة الصحة العالمية شهادة “الخلو من فيروس C” للرئيس المصري، في مشهد وصفه المراقبون بأنه “لحظة تتويج لنصر طبي وسياسي غير مسبوق”.

العالم لا يزال في خطر

رغم هذا النصر، كشفت منظمة الصحة العالمية عن أرقام مفزعة:

3500 شخص يموتون يوميًا بسبب التهاب الكبد الفيروسي.

في 2022، سجّلت 1.3 مليون وفاة حول العالم.

يعيش 58 مليون شخص مع فيروس C و254 مليونًا مع B.

80% من المصابين لا يعلمون بإصابتهم.

ودعت المنظمة الحكومات إلى:

تعزيز برامج الفحص المجاني.

توفير العلاجات الحديثة للجميع.

كسر حواجز الوصم والتهميش، خاصة للمهاجرين والفئات المهمّشة

تجربة مصر في القضاء على فيروس C ليست مجرد حملة صحية، بل ملحمة وطنية تُدرّس في المحافل الطبية العالمية. إنها قصة إرادة شعب، ودولة آمنت أن الحق في الحياة والعلاج ليس رفاهية بل أولوية وطنية.