روائيون نوبليون على أبواب السينما: من محفوظ إلى ماركيز وفوكنر

لم تكن جائزة نوبل مجرد نهاية المطاف لأدباء كبار، بل كانت بداية لرحلات جديدة عبر بوابات الفن السابع، حيث وجدت أعمالهم طريقها إلى الشاشة، أو شاركوا بأنفسهم في كتابة السيناريو وصناعة الأفلام.
من بين هؤلاء الكاتب الأميركي ويليام فوكنر، الذي كتب أكثر من 50 سيناريو خلال إقامته في هوليوود، منها أفلام مقتبسة عن أعمال أدبية وأخرى أصلية، وكان دخوله عالم السينما بدافع الحاجة المادية، إلا أنه سرعان ما ترك بصمة فنية مميزة.
وفي العالم العربي، برز نجيب محفوظ ليس فقط كروائي حائز على نوبل، بل أيضاً ككاتب سيناريو منذ الأربعينيات، شارك في أفلام مهمة مثل “عنتر وعبلة”، وواصل مسيرته مع الشاشة حتى تحولت رواياته إلى أفلام خالدة في ذاكرة السينما المصرية.
أما غابرييل غارسيا ماركيز، فقد تجاوز حدود الرواية إلى تجربة سينمائية متعددة الأوجه، بدأها ناقداً ثم كاتب سيناريو، وأسس لاحقاً “مدرسة السينما والتلفزيون” في كوبا، و”مؤسسة السينما الجديدة” في كولومبيا، مساهمًا في دعم جيل جديد من صناع السينما في أميركا اللاتينية.
لم يكن ماركيز يكتب للسينما فقط، بل آمن بأن الصورة قادرة على توصيل الشعر والرمزية كما تفعل الكلمات، وقد ساهمت تجربته السينمائية في تعميق رؤيته السردية وفي توسيع انتشار أدبه عالميًا.
ورغم اختلاف المسارات والدوافع، إلا أن الرابط المشترك بين هؤلاء الكتّاب هو إيمانهم العميق بأن الأدب والسينما ليسا عالمين متوازيين، بل يمكن أن يكمّلا بعضهما ويمنحا القارئ والمشاهد معًا تجربة فنية أكثر شمولاً. فحين تتحوّل اللغة المكتوبة إلى مشاهد حية، يصبح للأدب جسد جديد وروح تتنفس على الشاشة.
تعليقات 0