محلل إسرائيلي: نتنياهو قاد إسرائيل إلى “أكبر هزيمة سياسية منذ قيامها”

نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” في عددها الأسبوعي، وجّه الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي البارز ناداف آيال انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، محمّلاً إياه مسؤولية ما وصفه بـ”أكبر هزيمة سياسية تتعرض لها إسرائيل منذ تأسيسها”.
وفي مقاله الذي جاء بعنوان “الهزيمة السياسية الأكبر في تاريخ إسرائيل”، أشار آيال إلى أن ما يراه نتنياهو “انتصارًا” من خلال سياسة تجويع الفلسطينيين في غزة، هو في الحقيقة هزيمة استراتيجية فادحة تمس صورة إسرائيل الدولية وعلاقاتها الدبلوماسية.
وأوضح آيال أن جوهر الفشل يكمن في خضوع نتنياهو لقرارات الوزيرين اليمينيين المتطرفين، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بشأن وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما أدّى إلى سياسة تجويع ممنهجة، حسب وصفه.
واعتبر الكاتب أن ما حدث لم يكن فقط كارثة إنسانية، بل خطيئة سياسية كبرى، أدت إلى صور نهب ألبان الأطفال، وتسجيل مشاهد الفوضى الإنسانية، مما تسبب في انهيار العلاقة بين إسرائيل والأمم المتحدة، وتعرض السياسة الخارجية الإسرائيلية لضربة قاسية على المستوى الدولي.
وأكد آيال أن “الضمير الإسرائيلي قد استيقظ بعد فوات الأوان”، وأن النتيجة المباشرة لسلسلة القرارات الخاطئة تمثلت في اعترافات متتالية من دول أوروبية بدولة فلسطين، والتي وصفها بأنها نزلت على آذان السياسيين الإسرائيليين “مثل الصواعق”.
كما أشار إلى أن ردود الفعل الأوروبية لا تعكس فقط تدهور الدعم الدولي لإسرائيل، بل تؤشر إلى تغير جذري في المزاج السياسي العالمي تجاه القضية الفلسطينية، كنتيجة مباشرة للسياسات المتطرفة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية الحالية.
يأتي مقال آيال في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الداخلية داخل إسرائيل للحكومة، خاصة من قبل التيار الأمني والعسكري المتقاعد، الذي يرى أن القرارات السياسية أصبحت مرتهنة لمطالب الأجنحة الدينية واليمينية المتطرفة.
تعليقات 0