كلمة السيسي في لحظة الحسم تنقذ الحقيقة من تحت أنقاض غزة

في لحظة فارقة، وبين ركام الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، أطلّ الرئيس عبد الفتاح السيسي بكلمة وصفت بأنها ضمير الأمة الناطق، حاملةً موقفًا صلبًا، ورسالة إنقاذ عاجلة، ومبادرة ثلاثية وضعت الإنسانية في مواجهة آلة القتل الجماعي التي يواصلها الاحتلال الإسرائيلي.
“لا مساومة على حياة الفلسطينيين، ولا تهاون في المسؤولية التاريخية”، هكذا جاء مضمون الكلمة المصرية التي انطلقت لتُكذّب الحملة الممنهجة التي حاولت تشويه دور القاهرة، وتُعيد ضبط البوصلة الأخلاقية والسياسية للأزمة.
الرئيس السيسي لم يلقِ خطابًا تقليديًا، بل رفع راية تحذير أخيرة للعالم: أنقذوا غزة قبل أن يُطوى آخر فصل في مأساة القرن. جاءت كلمته في توقيت شديد الحساسية، ردًا على ما تسميه إسرائيل بـ”المدينة الإنسانية”، والتي وصفها الرئيس بوضوح بأنها مجرد غطاء لاستمرار الإبادة والتجويع.
المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس تضمنت ثلاث نقاط محورية:
1. وقف فوري لإطلاق النار
2. إدخال المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط
3. الإفراج عن الرهائن
وربط ذلك بأفق سياسي واقعي يحقق حل الدولتينما ميز الطرح المصري أنه لم يكن تقنيًا أو إداريًا، بل إنسانيًا وشاملًا، يوجه اللوم ويقترح الحل في آنٍ واحد، داعيًا إلى ضمير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا، باعتباره الطرف القادر على الضغط لوقف الحرب والسماح بإغاثة من بقي حيًا تحت الأنقاض.
وفي أقوى فقرات الكلمة، شدد الرئيس المصري على أن مصر لم ولن تغلق معبر رفح من جانبها مطلقًا، وأن الاحتلال هو من يتحكم في الطرف الفلسطيني من المعبر، مشيرًا إلى أن أكثر من 700 شاحنة يوميًا هي الحاجة الطبيعية لغزة، بينما تم إدخال أعداد محدودة بفعل التعنت الإسرائيلي.
كلمة السيسي لاقت ترحيبًا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي ثمّن الموقف الريادي المصري ونداء السيسي للرئيس الأمريكي، مؤكدًا أن دور مصر التاريخي لم يتوقف يومًا عن دعم فلسطين ومواجهة العدوان والتهجير.
وفي أروقة الأمم المتحدة، جدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي التأكيد على أن مصر لن تسمح بفرض سياسة الأمر الواقع في غزة، أو شرعنة الاحتلال للمعابر، مشيرًا إلى أن القاهرة تتحرك في مسارين متوازيين: الأول إنساني لإدخال المساعدات، والثاني سياسي لفرض حل الدولتين.
الموقف المصري لم يأتِ من فراغ، بل تتويجًا لجهود متواصلة منذ اندلاع الحرب، شملت تنسيقًا ثلاثيًا مع قطر والولايات المتحدة، ومفاوضات دقيقة للإفراج عن الرهائن، وتسهيل دخول المساعدات، واستعداد لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بالشراكة مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة.
وفي ظل تصاعد الجرائم الإسرائيلية، التي شملت تجويع المدنيين وقصف المعابر، شددت القاهرة على أن كل ما يُشاع عن تخاذلها أو تورطها مجرد أكاذيب سياسية لا تصمد أمام الحقيقة الميدانية.
تعليقات 0