7 أغسطس 2025 16:40
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

رصاص منتصف الليل يرعب “برج البراجنة”: نزاع عائلي يتحول إلى اشتباك دموي

يُسقط قتلى ويعيد تسليط الضوء على سلاح المخيمات

في مشهد يعكس هشاشة الواقع الأمني داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تحوّل نزاع عائلي بسيط في مخيم برج البراجنة جنوب بيروت، إلى معركة مسلحة استمرت لساعات من ليل الثلاثاء حتى فجر الأربعاء، مخلّفة قتيلين وخمسة جرحى على الأقل، وسط ذعر واسع في صفوف المدنيين، خاصة النساء والأطفال.

لم تكن الاشتباكات مجرد مشاجرة عائلية، بل تطورت إلى تبادل كثيف لإطلاق النار باستخدام أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية، ما أحدث أضرارًا مادية جسيمة في الأبنية، وأدى إلى تحطم نوافذ، وانفجار ألواح طاقة شمسية وخزانات مياه، فضلًا عن حالة من الهلع اجتاحت المخيم والمناطق المجاورة بعد اختراق الرصاص لمنازل المدنيين.

بحسب مصادر أمنية، فإن الاشتباكات اندلعت إثر تجدد خلاف قديم بين عائلتي “القفاص” و”الغابة”، بعد أن تعرض أحد أفراد العائلة الأولى للاعتداء، مما فجّر المواجهات العنيفة.

ورغم الطابع العائلي للحادث، أعادت هذه الاشتباكات طرح تساؤلات خطيرة حول انتشار السلاح في المخيمات، خصوصًا أنها تزامنت مع إعلان الحكومة اللبنانية عن خطة جديدة لتقييد السلاح بيد القوى الشرعية فقط، ما يطرح علامات استفهام حول فعالية هذه الإجراءات في ظل سطوة السلاح غير الشرعي داخل المخيمات.

في أول تعليق فصائلي على الحادث، أكد سرحان سرحان، نائب أمين سر حركة فتح في لبنان، أن الاشتباك “لا يحمل أي طابع سياسي أو تنظيمي”، مضيفًا أن ما حدث هو “نتيجة لخلاف شخصي بين عائلتين، ولا علاقة للفصائل الفلسطينية به”.

لكنه شدد في الوقت نفسه على خطورة تفلت السلاح، قائلاً: “ما حدث مرفوض ومدان تمامًا. استخدام السلاح داخل المخيمات يُسيء للقضية الفلسطينية ويهدد أمن مجتمعنا من الداخل”.

كما دعا إلى معالجة شاملة وعاجلة لملف السلاح الفلسطيني في لبنان، مؤكدًا أن خطر هذا السلاح العشوائي لا يقل عن الخطر الخارجي.

الاشتباك ترك خلفه ألمًا في الشارع الفلسطيني واللبناني على حد سواء، حيث عبّر العديد من السكان عن رعبهم من استمرار هذا النمط من العنف، في وقت تتصاعد فيه الدعوات إلى:

تفعيل خطة حصر السلاح

إيجاد أطر سلمية لحل النزاعات

إرساء مناخ من الأمن في المخيمات

كما يرى مراقبون أن هذه الاشتباكات لا يجب أن تمر مرور الكرام، بل تستدعي مراجعة شاملة للبنية الأمنية داخل المخيمات، وسط تخوفات حقيقية من انفجار أمني أوسع في حال استمرار التفلت.